قال مؤرخ وخبير بريطاني في علم الأنساب إنه لا دليل على أن الملكة إليزابيث الثانية كانت من سلالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو من نسل عشيرته الهاشمية ذات الجذور في شبه الجزيرة العربية، وفق ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني.
ما صرح به المؤرخ البريطاني لموقع "ميدل إيست آي" ونشره، الأربعاء، 14 سبتمبر/أيلول 2022، جاء خلافاً لما زعمته تقارير ومنشورات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وفاة الملكة إليزابيث الأسبوع الماضي.
نسب الملكة إليزابيث الثانية
حيث تدعي المزاعم أن سلالة الملكية البريطانية انضمت إلى شجرة عائلة النبي خلال القرن الحادي عشر الميلادي، من خلال الأميرة المسلمة "زائدة" من إشبيلية، وهي شخصية لا يُعرف عنها الكثير، وعاشت في الأندلس.
نُسبت المزاعم، التي تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية في عام 2018 وعادت إلى الظهور بعد وفاة الملكة إليزابيث، إلى كتب النسَّاب الأيرلندي جون بورك، الذي أسس دار Burke's Peerage، وأصبحت كتبها "دليل نبلاء بورك" مصنفاً معروفاً في أنساب العائلة المالكة البريطانية وشعارات النبالة منذ عام 1847.
زعمت تقارير صحفية أن "دليل نبلاء بورك" هو مصدر شجرة العائلة، التي تربط الملكة إليزابيث الثانية بالنبي، لا سيما بعد أن كتب مؤرخ مقالاً في وسيلة إعلامية مغربية زاعماً تأكيد النتائج.
مع ذلك، نفت دار Burke's Peerage هذه المزاعم لموقع Middle East Eye في رسالة بريد إلكتروني، وقالت الدار: "ليس لدينا معلومات أنساب تتعلق بذلك الأمر. ولم نكن المصدر الأصلي لها، على الرغم من تردد ذلك بالخطأ منذ سنوات طويلة".
كما أضافت: "يبدو أن إيان مونكريف، الضابط البريطاني والنسَّاب، هو مصدر هذا الادعاء. وإنه لأمر يستدعي الاهتمام أن يتمكن المؤرخون والباحثون من استقصاء هذا الموضوع على الوجه الجدير به".
الهاشميون ومارغريت ثاتشر
وفق ما ذكره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، لا يوجد حالياً أي دليل رسمي، اجتمعت له مصادر موثوق بها، يشير إلى نسب يربط العائلة المالكة البريطانية بنبي الإسلام.
لكن تصريحات قالها مفتي مصر السابق، علي جمعة، في لقاء تلفزيوني منذ بضع سنوات، أضفت مصداقية لدى بعض الناس على هذا الادعاء.
حيث زعم جمعة أن "جد" الملكة إليزابيث كان مسلماً أُجبر على التحول إلى المسيحية "خلال حقبة محاكم التفتيش"، قبل وصوله إلى إنجلترا. لكن الواقع أن الجد المباشر للملكة إليزابيث، الملك جورج الخامس، تولى عرش البلاد بين عام 1910 وعام 1936.
يستشهد بعض الناس أيضاً ببيان صحفي يعود تاريخه إلى أكتوبر/تشرين الأول 1986، وقد وقعت عليه مجموعة تسمى "مسلمون في قصر باكنغهام"، وجمعت وثائقه وكالة United Press International الأمريكية للأنباء.
ينقل البيان عن رسالة يُزعم أن هارولد بروكس بيكر، مدير النشر في Burke's Peerage، هو من كتبها إلى رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت ثاتشر، وادعى فيها انتساب الملكة إلى أصول مسلمة.
في المقابل، قالت دار النشر لموقع "ميدل إيست آي": "ليس لدينا اطلاع على هذا الأمر، ولا سجل عنه، إن كان ثمة سجلات له حقاً. ربما يضطلع باحثون تاريخيون بالتحقيق في هذا الموضوع وتقديم إجابة أولية بشأنه".
الأميرة المسلمة زائدة
كما قالت باتريشيا غريف، أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة كولومبيا الأمريكية، لموقع MEE إن هناك الكثير من "المزاعم والتخمينات وبعض المواد الأسطورية حول علاقة زائدة بالملك ألفونسو السادس، ملك قشتالة. وتقول إحدى القصص أن ألفونسو السادس فاز بالأميرة زائدة بعد انتصاره في مباراة شطرنج أمام المعتمد بن عباد، ملك إشبيلية المسلم ووالد زائدة".
ترى غريف أن "زائدة شخصية غامضة لا يُعرف الكثير عنها، ومجمل ما لدينا هو تخمينات وأساطير، وليست حقائق تاريخية متماسكة".
لم يتمكن موقع MEE من العثور على وسيلة للتواصل مع مجموعة "مسلمون في قصر باكنغهام". واتصل الموقع بالمنفذ الإخباري المغربي "الأسبوع"، للتوثق من المعلومات التي أوردها، لكنه لم يتلقَّ أي رد حتى وقت النشر.