قال رئيس البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في المغرب ديفيد غوفرين، إن المزاعم الأخيرة ضده "لفَّقها ضابط أمن في البعثة"، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن محاميه الإثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022.
يأتي ذلك في أول تعليق للسفير الإسرائيلي منذ استدعائه من قبل وزارة الخارجية في انتظار التحقيق بشأن مزاعم تتعلق بعدد كبير من المخالفات الجنسية والمالية في البعثة.
رداً على الاتهامات، أرسل درور ماتيتياهو، محامي غوفرين، خطاباً إلى المدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيز، قال فيه إن ضابط الأمن "اختلق الاتهامات بدافع الانتقام"، وفقاً لتقرير الصحيفة.
جاء في الخطاب أن "أصل جميع المزاعم التي لا أساس لها من الصحة مسؤول تم ضبطه متلبساً، وهو يتصرف الآن بدافع الكراهية والانتقام في محاولة لإيذاء السفير".
ذكر كذلك المحامي أن المسؤول الذي يدعى ران ميتزويانيم، كان على خلاف كبير مع رئيس البعثة في أثناء وجوده بالرباط، بعد أن تقدم الأخير في فبراير/شباط 2022، بشكوى ضده بشأن استخدام مركبة أمن البعثة بشكل يخالف القواعد.
وفي أبريل/نيسان 2022، خفض السفير رتبة ميتزويانيم الوظيفية، بعد أن رأى أنه ليس مناسباً للعمل رئيساً لأمن للبعثة، واعتبر أن بقاءه في منصبه سيسبب "ضرراً دبلوماسياً".
رداً على ذلك، وحسب ما ذكره محامي غوفرين، فقد تواصل ميتزويانيم "مع مختلف وسائل الإعلام وشن حملة تشهير ضد السفير"، معتبراً حملته "محاولة لإيذاء السفير وإبعاده عن وظيفته بطرق غير مقبولة".
فيما قال المحامي أيضاً إن مزاعم التحرش الجنسي "صادرة عن امرأة وهمية على ما يبدو"، ولم يتم تقديم هذه المزاعم إلى غوفرين مباشرة.
رغم ذلك، شكك مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الإسرائيلية، في تصريحات للصحيفة، في إمكانية عودة غوفرين إلى منصبه بالمغرب، بعد هذه المزاعم.
حيث ذكرت الصحيفة أن علاقات غوفرين سيئة مع المسؤولين الآخرين في البعثة، مع استقالة أربعة موظفين مؤخراً، أو طردهم نتيجة لذلك.
فوضى واستغلال وسرقة
بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، فإن قرار استدعاء غوفرين اتخذه المدير العام لوزارة الخارجية بعد تحقيق أوَّلي أجراه وفد إسرائيلي رفيع وصل إلى المغرب لجمع تصريحات من كادر الوزارة.
فيما تحدثت "يديعوت أحرونوت"، في تقرير سابق، عن "حالة من الفوضى بوزارة الخارجية الإسرائيلية" في ذلك الوقت.
لم يوفر التقرير تفاصيل محددة بشأن التحقيق الذي تجريه الوزارة، إلا أنه ذكر تلقي بعض الشكاوى التي قدمها موظفون سابقون في البعثة الإسرائيلية لدى الرباط، كان غوفرين قد فصلهم من العمل في مناسبات مختلفة.
أشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن "أكثر التهم جدية" تتعلق باستغلال عدة نساء محليات، "وهو أمر قد يؤدي إلى اضطراب دبلوماسي عميق مع المغرب. إضافة إلى تهم بالتحرش داخل البعثة ذاتها".
ذكرت أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تحقق في عدد من "المشكلات المالية والإدارية، من بينها اختفاء هدية قيّمة للغاية أرسلها ملك المغرب بمناسبة يوم الاستقلال الإسرائيلي".
أضافت أن مثل هذه الهدايا عادةً ما يتم تسجيلها ومنحها للحكومة، "لكن هذا الغرض يبدو أنه اختفى دون تسجيله".
أشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن غوفرين يعتبر من الدبلوماسيين الرفيعين وذوي الخبرة، حيث عمل لدى وزارة الخارجية منذ عام 1989، ويتحدث العربية بطلاقة، وكان قد عُين سفيراً لدى مصر منذ عام 2016.
تحسنت العلاقات بين المغرب وإسرائيل منذ التطبيع ضمن اتفاقيات أبراهام، بإشراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عام 2020، لتنضم المملكة إلى الإمارات والبحرين.
وشهدت المملكة زيارات عدة أجراها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى مؤخراً، ووقّعت الدولتان اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والثقافي والمجالات الدفاعية.