سخرت شركة الطاقة الروسية العملاقة "غازبروم" من أوروبا، عبر مقطع فيديو سوداوي يحذّر من شتاء طويل قاسٍ في القارة الباردة، واجتياح الجليد لجميع أنحائها، وذلك في وقت ترفض فيه روسيا إمداد أوروبا بالغاز.
مقطع الفيديو الذي نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي ومدته دقيقتان، يحمل عنوان "الشتاء سيكون طويلاً"، ويظهر "كيف ستتجمد أوروبا" في ظل ارتفاع أسعار الطاقة لمستويات غير مسبوقة بعد الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا، بحسب ما ذكرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول 2022.
يصور المقطع عاملاً يغلق إمدادات الغاز، ليصل مؤشر ضغط الغاز إلى الصفر، فيما تتسلل السحب الجليدية فوق لقطات جوية لبروكسل وبرلين وباريس ولندن.
يصحب المقطع صوت نسائي ينشد كلمات أغنية "الشتاء سيكون طويلاً"، ليوري فيزبور، وتقول كلمات الأغنية: "انظروا، عبر النهر، الخريف يحتضر بهدوء (…) والشتاء سيكون طويلاً، ظلام وجليد فقط".
يظهر في الفيديو أيضاً خط أنابيب "نورد ستريم 2" المتوقف، الذي علقت ألمانيا عمله في إطار العقوبات على الغزو الروسي، وينتهي المقطع بلقطة للمقر الرئيسي لشركة غازبروم في سان بطرسبرغ، يظهر فيها برج لاختا سنتر، أطول مبنى في أوروبا.
يأتي هذا المقطع في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا جاهدة احتواء أزمة طاقة قد تؤدي إلى انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي وإغلاق مصانع وركود عميق.
تقول "غازبروم" إن خط الأنابيب "نورد ستريم 1″، وهو خط الأنابيب الرئيسي الذي ينقل الغاز إلى ألمانيا، سيبقى مغلقاً، وأرجعت ذلك إلى تسرب النفط وزعمت أنه لا يمكن إصلاح هذه المشكلات بسبب العقوبات التي تمنع الكثير من التعاملات مع روسيا.
بدورهم، يقول مسؤولون أوروبيون إن هذا ابتزاز بالطاقة هدفه الضغط على الاتحاد الأوروبي وتقسيمه لأنه يدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.
من جانبها، حمّلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الولايات المتحدة مسؤولية أزمة الطاقة، وقالت إنها دفعت القادة الأوروبيين إلى ما وصفته بهذه الخطوة "الانتحارية" المتمثلة في قطع تعاون الاقتصاد والطاقة مع موسكو.
يُذكر أن القوات الروسية بدأت الحرب في أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط 2022، وحققت انتصارات بالشرق والجنوب، إلا أنها تواجه في الأسابيع الأخيرة هجوماً مضاداً أوكرانيّاً، لا سيما في الجنوب.