قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول 2022، إن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها تعويض واردات الغاز الروسي من مصادر أخرى، متهمةً روسيا بالتلاعب بسوق الغاز، فيما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعي الغرب لوضع حد لأسعار الطاقة الروسية بـ"الغباء".
وفي تصريحات صحفية، ذكرت فون دير لاين أن دول الاتحاد الأوروبي وجدت مصادر بديلة للغاز الروسي من دول مثل النرويج والجزائر والولايات المتحدة.
ووفقاً للمسؤولة الأوروبية، فإن لدول التكتل استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة البديلة لتصل إلى "الاستغناء الكامل عن الغاز الروسي"، مشيرة إلى أن دول الاتحاد مستعدة بنسبة 82% لتخزين مشترك للغاز، واصفاً الأمر بالنجاح.
ويتأهب الأوروبيون لفصل شتاء صعب ستكون خلاله إمدادات الغاز الروسي في مستويات متدنية، وذلك عقب وقف موسكو ضخ الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" الجمعة الماضي لأجل غير مسمى.
حيث جاءت الخطوة الروسية رداً على إعلان دول مجموعة السبع اتفاقها على وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي، رداً على الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويعد خط "نورد ستريم 1" هو المزود الرئيسي لأوروبا بالغاز الطبيعي الروسي، والذي تعتمد عليه بعض دول شرق أوروبا بنسبة كبيرة.
كما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، الأربعاء، دول الاتحاد للموافقة على تحديد سقف لأسعار واردات الغاز الروسي، كجزء من الإجراءات العقابية لموسكو على خلفية شنها الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، الجمعة المقبل، لمناقشة تدابير جديدة تشمل تحديد سقف لأسعار الغاز الطبيعي في دول التكتل.
في المقابل، قال الرئيس الروسي بوتين، الأربعاء، إن محاولات الدول الأوروبية تحديد سقف لأسعار الغاز الروسي غباء، ومن شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
بوتين أضاف خلال مشاركته في منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك (أقصى الشرق الروسي) أن الدول الأوروبية إذا كانت تريد التخلي عن مزايا الغاز الروسي فذلك شأنها، لأن دولاً كثيرة في العالم بحاجة لشرائه.
الرئيس الروسي قال أيضاً إن بلاده لن تواجه مشاكل في بيع مواردها من الطاقة في مختلف أنحاء العالم، على الرغم من العقوبات الغربية التي تهدف لحرمان الكرملين من عائدات الطاقة الحيوية.
وحمّل بوتين الحكومات الأوروبية المسؤولية عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دول القارة، قائلاً إن من أسباب تراجع الإنتاج وتقليص الوظائف في أوروبا هو قطع العلاقات التجارية مع روسيا.
وأعرب الرئيس الروسي عن استعداد بلاده لتشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا بدءاً من الغد، إذا سمح الاتحاد الأوروبي بذلك وأعاد توربينات الضخ إلى موسكو.
وفي سياق متصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الأربعاء، إن برلين باتت "قادرة على مواجهة الشتاء المقبل بشجاعة"، وإن حكومته استعدت مبكراً لمواجهة صعوبات تسلم الغاز من روسيا.
وأضاف شولتز أن ألمانيا نجحت في تحقيق أعلى نسبة تخزين للغاز الطبيعي بتجاوز نسبة 85% من الطاقة الاستيعابية.