أعلنت مديرية أمن طبرق، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2022، القبض على 287 مهاجراً غير شرعي يحملون الجنسية المصرية بينهم أطفال، في ضواحي المدينة (شرقي ليبيا)، الأمر الذي أثار الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر.
وبحسب بيان لمديرية الأمن نشر على صفحتها بموقع فيسبوك، قالت المديرية إنها داهمت مخزناً يُحتجر فيه مهاجرون غير نظاميين بضواحي المدينة، لافتة إلى عثورها على عدد كبير من المهاجرين الذين دخلوا الأراضي الليبية بطرق غير قانونية.
البيان أوضح أن المداهمة جاءت بعد ورود معلومات إليها تفيد بأن هناك "مزرعة" في ضواحي المدينة يشتبه في كونها "مخزناً لاحتجاز المهاجرين"، وتحتوي على أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين.
كما أضاف البيان، أن مديرية الأمن عثرت في المخزن على 287 مهاجراً ينتمون إلى الجنسية المصرية، بينهم قُصّر، تم تجميعهم وتخزينهم من قبل عصابة إجرامية تتاجر في البشر، لحين تهريبهم إلى أحد السواحل الأوروبية.
في حين تلقى المصريون على شبكات التواصل الاجتماعي بغضب كبير خبر ضبط 287 مصرياً في رحلة هجرة غير نظامية، بحراً إلى أوروبا، بينهم أطفال معظمهم من محافظة أسيوط.
إذ كتب عمار علي حسن: "أطفال ضمن مهاجرين مصريين غير شرعيين إلى ليبيا، ومنها يركب البحر إلى أوروبا. أي مأساة تلك؟! أي أوضاع قاسية وقابضة تدفع أطفالاً إلى الهرب؟! "لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أحلام الرجال تضيق"، أي رجال هؤلاء؟! ضاقت أحلامهم، فضاق كل شيء في وجه أطفال، وربما أجنة في بطون أمهاتها؟!".
فيما تساءلت فاطمة: "كل البؤس وهيثم بيقول خلاص اتمسكنا وهانرجع بلدنا، بتعملي في ولادك ليه كده يا مصر!! #ضنك".
في غضون ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ حادثة ضبط 287 مهاجراً مصرياً بينهم أكثر من 90 طفلاً بأحد المخازن شرقي ليبيا يجب أن تلفت الانتباه إلى ضرورة محاربة شبكات التهريب والاتجار بالبشر، إلى جانب نشر الوعي المجتمعي بخطورة طرق الهجرة وعمليات الاستغلال والاضطهاد التي يتعرض لها المهاجرون.
المرصد الأورومتوسطي أشار في بيان إلى اطلاعه على إفادات صادمة نشرها موقع (ليبيا 24) المحلي لعدد كبير من المهاجرين كانوا محتجزين داخل المخزن، إذ قال البالغون منهم إنّهم دفعوا الأموال من أجل الوصول إلى ليبيا ومن ثم الهجرة منها إلى إيطاليا عبر البحر، سعياً للحصول على فرص عمل، فيما لم يكن بعض الأطفال المهاجرين على دراية بالوجهة التي سيذهبون إليها، أو حتى المخاطر التي قد تواجههم أثناء رحلة الهجرة.
وتتراوح أعمار المهاجرين بين 12-50 عاماً، وينحدرون من محافظات مختلفة منها أسيوط والمنيا والغربية، ووفق الإفادات دفع بعض المهاجرين مبالغ وصلت إلى 170 ألف جنيه مصري (نحو 8800 دولار أمريكي) من أجل إتمام عملية التهريب والهجرة، حيث قال أحدهم إنّه باع جميع أملاكه لتأمين المبلغ أملاً في الهجرة والحصول على فرصة عمل في إيطاليا.