ناشد عشرات المهاجرين اللبنانيين والسوريين، الذين علقوا في البحر المتوسط على متن قارب صيد تسربت إليه المياه، قوات حرس السواحل الأوروبية، يوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، إنقاذهم، قائلين إن طفلين على متن القارب لقيا حتفهما بالفعل.
حيث قال هؤلاء المهاجرون البالغ عددهم 60 تقريباً لأقاربهم ومجموعات متطوعين عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، إنهم بلا طعام ولا ماء ولا حليب أطفال منذ الأيام الثلاثة الماضية. وغادر القارب مدينة طرابلس، شمالي لبنان، قبل نحو عشرة أيام، ليتجه إلى إيطاليا، ومن بين ركابه لاجئون سوريون ولبنانيون من المحافظات الشمالية الفقيرة في بلدهم، وذلك حسبما نشرت وكالة Associated Press الأمريكية في تقرير لها، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022.
في سياق موازٍ، قال شقيق أحد الركاب السوريين لوكالة Associated Press: "يحاولون التخلص من المياه المتسربة إلى القارب باستخدام الدلاء، هذا كل ما لديهم". وطلب عدم الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، ولأن بعض المهاجرين لا يريدون أن تعرف عائلاتهم بما يمرون به. وقال: "هذا قارب صيد مخصص لخمسة أشخاص وليس 60".
في الوقت نفسه، أفادت التقارير أن المهاجرين علقوا بالقرب من سواحل مالطا وإيطاليا. ولم ترسل السلطات رجال إنقاذ، بحسب عائلات ونشطاء على اتصال بالمهاجرين. وطالب النائب اللبناني أشرف ريفي الحكومة الإيطالية ووزارة الخارجية اللبنانية والسفارة اللبنانية في روما بالتحرك لإنقاذ المهاجرين.
كذلك ووفقاً لعائلات المهاجرين وشبكة Alarm Phone، التي تنشط في إنقاذ المهاجرين المنكوبين في البحر، لم تأذن مالطا بعدُ بعملية إنقاذ، ولم تمنح سفينة شحن تجارية الإذن لإنقاذ المهاجرين العالقين، وتخشى عائلات المهاجرين أن يغرق القارب في أية لحظة.
في حين قال شقيق المهاجر السوري: "كلما أتصل بهم أسمع صراخ الأطفال وبكاءهم، لا أعرف لماذا لم تتحرك أي حكومة لإنقاذهم، هل لأنهم فقراء يحاولون تأمين مصدر دخل لعائلاتهم؟".
يُذكر أنه في أبريل/نيسان 2022، غرق قارب يقل عشرات اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، الذين كانوا يحاولون الهجرة عن طريق البحر إلى إيطاليا، على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من ميناء طرابلس، بعد مواجهة مع البحرية اللبنانية. وقُتل العشرات في هذا الحادث.