قالت صحيفة "لارثون" الإسبانية في تقرير نشرته، السبت 3 سبتمبر/أيلول 2022، نقلاً عن وزيرة التربية الإسبانية السابقة، ماريا أنطونيا تروخو، إن المطالبة المغربية بشأن سبتة ومليلية لها ما يبررها، مثيرة جدلاً في الداخل الإسباني.
ففي مؤتمر بمدينة تطوان المغربية، صرحت الوزيرة الإسبانية السابقة ماريا أنطونيا تروخيو، بأن مدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين "إهانة للوحدة الترابية للمغرب".
وزيرة إسبانية تتحدث عن سبتة ومليلية
يأتي ذلك في الوقت الذي تشارك فيه أنطونيا في مؤتمر "العلاقات بين المغرب وإسبانيا: أمس واليوم"، تحت رعاية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والذي افتتحه الرئيس السابق للحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.
الوزيرة الإسبانية السابقة قالت كذلك "إنها بقايا الماضي التي تتداخل مع الاستقلال الاقتصادي والسياسي لهذا البلد والعلاقات الجيدة بين البلدين"، وقالت أيضاً إن سبتة ومليلية "كانتا لفترة أطول عربيتين أكثر منهما مسيحيتين"، ولهذا السبب "يجب أن يتم اللجوء إلى التاريخ، إلى الحقيقة التاريخية، بحكمة، وفي هذه الحالة بالذات تكون الحجة قابلة للنقاش". وأضافت أن "الحل" للمدن المتمتعة بالحكم الذاتي والجزر الإسبانية يجب أن يكون "سياسياً".
من جانبها، وصفت حكومة مدينة سبتة المتمتعة بالحكم الذاتي، تصريحات الوزيرة الإسبانية السابقة بأنها "خيانة مؤسسية غير مقبولة". وأشارت الحكومة إلى أن "سيادة المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي وطابعهما الإسباني ليس محل شك أو للمناقشة". وقالت إن كلمات الوزيرة "تفترض جهلاً عميقاً بالتاريخ والقانون، فضلاً عن عدم احترام سبتة ومليلية، المدينتين الإسبانيتين".
أفق ايجابي لعلاقات المغرب وإسبانيا
في سياق موازٍ، اعتبر رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، أن "هناك أفقاً إيجابياً في العلاقات المغربية-الإسبانية قوامه التفاهم والعلاقات الجيدة".
جاء ذلك خلال كلمة في مؤتمر حول "العلاقات المغربية الإسبانية: الحاضر والمستقبل"، تنظمه المدرسة العليا للأساتذة في مدينة تطوان (شمال). وأضاف ثاباتيرو أن "علاقات البلدين عرفت خلال العقدين الماضيين لحظات صعبة وعسيرة، وهذا الأمر لا مفر منه، لكنها كانت محدودة".
تابع: "خلال الـ8 سنوات التي ترأست فيها الحكومة (2004-2012) كانت العلاقات بين البلدين في جميع القطاعات إيجابية قوامها الصداقة". وأوضح أن "هناك واجباً يقع على كل أمة لها تاريخ وتوجه للمستقبل وتطمح للتقدم، كإسبانيا والمغرب، والإسهام في بناء مجتمع دولي متطور قائم على مبادئ القانون والحق والسلم والتضامن".
يذكر أنه في مارس/آذار 2022 عاد الدفء للعلاقات بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.
فيما اندلعت أزمة بين البلدين، حين استقبلت مدريد في أبريل/نيسان 2021 زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة" ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر".
أما في 7 أبريل/نيسان 2022 أعلن المغرب وإسبانيا، في بيان مشترك، الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما اتفقا على إطلاق الاستعدادات لعملية مرحبا الخاصة بعودة المغاربة المقيمين بالخارج.