تلقت عائلة رجل من أصل عربي أُدين ظلماً بارتكاب جريمة قتل، اعتذاراً من الشرطة عن "المعاناة الرهيبة" التي سببها إخفاق العدالة، بعد 70 عاماً من إعدامه في سجن بريطاني.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 3 سبتمبر/أيلول 2022، إن محمود ماتان، وهو بريطاني صومالي وأب لـ3 أطفال، أُعدم شنقاً في سبتمبر/أيلول عام 1952 وهو بعمر 28 عاماً، بعد إدانته بقتل ليلي فولبرت في متجرها في كارديف، وأكد براءته حتى النهاية.
جيريمي فوغان، رئيس شرطة جنوب ويلز، قال إن "العنصرية والتحيز والتحامل كانت سائدة في المجتمع حينذاك، وطالت نظام العدالة الجنائية أيضاً"، وأضاف أنه "ما من شك في أن محمود ماتان كان ضحية إخفاق للعدالة في نظام قضائي معيب، والشرطة كانت جزءاً منه".
كان ضباط من شرطة مدينة كارديف، الذين أصبحوا الآن جزءاً من شرطة جنوب ويلز، قد حققوا في مقتل فولبرت (41 عاماً)، التي قُطعت رقبتها في متجرها في مارس/آذار عام 1952.
فوغان أوضح أن هذا التحقيق "يسبق تشكيل شرطة جنوب ويلز"، إلا أنه "من الصواب واللائق تقديم اعتذار باسم الشرطة عن الخطأ الفادح في هذه القضية قبل 70 عاماً، وعن المعاناة الرهيبة التي قاستها عائلة ماتان وجميع المتضررين من هذه المأساة لسنوات عديدة".
لفت فوغان إلى أنهم لا يزالون يعملون "جاهدين" لضمان القضاء على العنصرية والتحيز في المجتمع والشرطة.
كانت زوجة ماتان، لورا، وأبناؤهما الثلاثة ديفيد وعمر ومرفين، قد سعوا لتبرئة ساحته طيلة 46 عاماً، لكنهم ماتوا جميعاً.
تانيا ماتان، وهي حفيدة ماتان، قالت في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية BBC إن الاعتذار "جاء متأخراً جداً؛ لأن المتضررين بشكل مباشر لم يعودوا معنا".
أُلقي القبض على ماتان، الذي كان بحاراً من هرغيسا، التي كانت تعرف آنذاك بأرض الصومال البريطانية، في ظرف ساعات من مقتل فولبرت.
اتهمته وأدانته هيئة محلفين من البيض في محاكمة استمرت 3 أيام في سوانزي، وهذا رغم غياب أدلة الطب الشرعي ودعم شهادة الشهود لماتان.
كانت لغة ماتان الإنجليزية ضعيفة جداً، وخلال المحاكمة وصفه محاميه بأنه "همجي شبه متحضر".
في عام 2001 تلقت عائلة ماتان تعويضاً من وزارة الداخلية البريطانية، لكنها لم تكن قد تلقت أي اعتذار من الشرطة.