أسقط الجيش التايواني لأول مرة طائرة مسيرة مدنية مجهولة دخلت المجال الجوي قرب جزيرة متاخمة لساحل الصين، الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022، بينما قال رئيس الوزراء، سو تسينج تشانج، إنه يتعين على الصين ممارسة ضبط النفس.
يأتي إسقاط الطائرة بعدما تعهدت الحكومة باتخاذ تدابير جديدة صارمة للتعامل مع مثل هذه "الانتهاكات المتزايدة"، وذلك بعد "شكاوى متكررة لمضايقات من طائرات مسيرة قادمة من الصين وتحلق فوق جزر كينمن"، بينما تجري بكين تدريبات عسكرية حول تايوان.
"كان أنسب ما يمكن فعله"
في الوقت الذي اعتبر فيه رئيس الوزراء أن إسقاطها "كان أنسب ما يمكن فعله"، خلال تصريحات الجمعة 2 سبتمبر/أيلول.
وقال سو للصحفيين إن تايوان أصدرت مراراً تحذيرات. مضيفاً "تجاهلوا مراراً تحذيراتنا ولم يتركوا لنا خياراً سوى ممارسة الدفاع عن النفس وإطلاق النار. هذا هو أنسب رد فعل بعد تحذيرات متكررة".
وتابع أنه يتعين على الصين ممارسة ضبط النفس. وقال: "نحن لا نقوم بالاستفزاز أبداً، وسنقوم بما هو أنسب لحماية أرضنا وشعبنا".
مناورات عسكرية صينية حول تايوان
وتجري الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، وذلك رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه. وتقول الصين إن تايوان تابعة لها رغم اعتراضات تايبيه الشديدة.
كانت قيادة الجيش الخاصة في كينمن، وهي مجموعة من الجزر التي تسيطر عليها تايوان وتقع في مقابل مدينتي شيامن وقوانتشو بالصين، قال، الخميس، في بيان أصدره الجيش إن المسيرة دخلت منطقة جوية محظورة فوق جزيرة ليون بعد الظهيرة.
وأضافت أن القوات على الجزيرة حاولت إبعادها دون جدوى، فقامت بإسقاطها، وأن حطامها سقط في البحر.
كانت تايوان أطلقت طلقات تحذيرية على مسيرة للمرة الأولى الثلاثاء، بعدما أصدرت الرئيسة تساي إينج وين أوامر للجيش باتخاذ "تدابير مضادة قوية" ضد ما وصفتها بـ "الاستفزازات الصينية".
ونقل بيان لمكتب الرئيسة عنها القول للقوات المسلحة في وقت سابق الخميس إن الصين تواصل استخدام المسيرات وتكتيكات أخرى لمحاولة ترويع تايوان. وأكدت مجدداً أن تايوان لن تثير النزاعات، إلا أن هذا لا يعني أنها لن تتخذ إجراءات مضادة.
أمر "لا يستحق إثارة الجلبة"
ورفضت وزارة الخارجية الصينية الإثنين 29 أغسطس/آب، شكاوى من تايوان بخصوص الطائرات المسيرة وقالت إنه أمر "لا يستحق إثارة جلبة بشأنه".
وأطلقت تايوان طلقات تحذيرية لأول مرة على طائرة مسيرة الثلاثاء بعد أن قالت الرئيسة تساي إينج وين إنها أصدرت أمراً للجيش باتخاذ "إجراءات مواجهة قوية" ضد ما وصفتها بأنها استفزازات صينية.
يشار إلى أن الصين بدأت تدريبات عسكرية بمحيط جزيرة تايوان، وصفت بأنها الأوسع على الإطلاق في تاريخ الصين، مطلع أغسطس/آب المنصرم، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى الجزيرة التي تراها الصين جزءاً منها، نانسي بيلوسي.
بعد حوالي أسبوع من زيارة بيلوسي، قامت مجموعة من خمسة مشرعين أمريكيين آخرين بزيارة تايوان أيضاً، وردّ الجيش الصيني بإجراء المزيد من التدريبات بالقرب من الجزيرة.
أزمة تايوان والصين
يعد مضيق تايوان مصدراً دائماً للتوتر العسكري، منذ فرار حكومة جمهورية الصين، المهزومة وقتها، إلى تايوان، في عام 1949، بعد أن خسرت حرباً أهلية مع الشيوعيين، الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية.
ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، ولكنها ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها. ولم تستبعد الصين مطلقاً استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها.
بينما تقول حكومة تايوان إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط، وبالتالي ليس لها الحق في المطالبة بها، وإن سكانها البالغ عددهم 23 مليوناً هم وحدهم الذين يمكنهم تقرير مستقبلهم.