أبلغت الولايات المتحدة إيران من خلال وسطاء من الاتحاد الأوروبي، أن مسألة ربط إيران بين إغلاق تحقيق الأمم المتحدة في النشاط النووي الإيراني غير المعلن، والعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، قد تؤخِّر رفع العقوبات الأمريكية، وفقاً لما ذكره موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2022، نقلاً عن مسؤول أمريكي وخبير بمركز أبحاث مطلع على المفاوضات.
الموقع الأمريكي أشار إلى أن قضية تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أصبحت واحدة من العقبتين المتبقيتين في مفاوضات العودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015.
ووفقاً للموقع، فإن طهران طالبت بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف التحقيقات المتعلق بآثار مادة اليورانيوم التي عثر عليها محققو الأمم المتحدة في بضعة مواقع بإيران قبل يوم "العودة إلى تنفيذ الاتفاق"، أي بعد 120 يوماً من توقيع الاتفاق النووي الجديد.
مراحل تنفيذ الاتفاق
وتضمنت مسودة الاتفاق النووي التي قدمها الاتحاد الأوروبي تنفيذ الاتفاق على عدة مراحل.
إذ قالت مصادر مطلعة على المسودة إن جانبي الاتفاق لن ينتقلا إلى أي مرحلة تالية إلا بعد التنفيذ الكامل للخطوات التي التزما اتخاذها في المرحلة السابقة لها.
وتعد المرحلة الثالثة هي المرحلة المسماة "يوم العودة إلى تنفيذ الاتفاق"، والتي يتوقع أن تجري بعد أربعة أشهر من توقيع الاتفاق النووي.
المصادر أضافت أنه من المفترض أن تكون إيران أتمَّت في هذه المرحلة تنفيذ جميع القيود المفروضة على برنامجها النووي، وسمحت باستئناف نظام التفتيش الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية على مواقعها النووية.
في مقابل ذلك، ترفع الولايات المتحدة جميع العقوبات الثانوية عن إيران، وتتخذ خطوات أخرى في هذا الصدد، منها إيضاح السبل اللازمة لتيسير التعامل التجاري للشركات والقطاع الخاص مع إيران.
تحقيق الوكالة
من جانب آخر، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يوم الإثنين 29 أغسطس/آب، إن حل قضية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو ركن أساسي في أي اتفاق نووي، وبدون ذلك "لا معنى للحديث عن اتفاق".
تمتد الفترة بين توقيع الاتفاق وعودة إيران إلى تنفيذ القيود على برنامجها النووي أربعة أشهر، ومن المفترض أن يوفر ذلك وقتاً للتوصل إلى اتفاق بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران بشأن التحقيقات.
لكن يُستبعد أن توافق إيران على إعطاء الوكالة التوضيحات التي تطلبها، ومن ثم قد يؤدي هذا في النهاية إلى تعليق خطوات تنفيذ الاتفاق.
يعني ذلك أن العقوبات المفروضة على إيران لن تُرفع إلا بعد عودتها إلى تنفيذ القيود المتعلقة ببرنامجها النووي، وهو العامل الذي يعوِّل عليه المسؤولون الأمريكيون لدفع إيران إلى تنفيذ الاتفاق حتى لو لم تُغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها.
"خطوة بخطوة"
إذ قال مسؤول أمريكي: "الاتفاق سيكون خطوة بخطوة، ومرحلة بمرحلة، أي إن الإيرانيين لن يحصلوا عليه دفعة واحدة. وقلنا للإيرانيين إن تسوية الأمور مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمرٌ متروك إليهم، ولا يوجد سبب لربطه بيوم العودة إلى تنفيذ الاتفاق. وإذا فعلت إيران ذلك، فإنها تخاطر بتأخير رفع العقوبات".
وزعم المسؤول الأمريكي أن الاتفاق يمكن أن يُنفذ "بسرعة"، إلا أنه من الممكن أيضاً أن يجري تبادل المزيد من الردود المكتوبة، وهذا "قد يستغرق بعض الوقت".