التنمر يتسبب في استقالة أكثر من 120 ألف عامل ببريطانيا.. دراسة تكشف تفاصيل المعاناة التي تواجه الأقليات العرقية

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/01 الساعة 13:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/01 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
الدراسة كشفت أنَّ 8% من الضحايا تركوا وظائفهم نتيجة للعنصرية/ barbadostoday

استقال أكثر من 120 ألف عامل من الأقليات العرقية من وظائفهم بسبب العنصرية، كما تشير دراسة بارزة أجراها مؤتمر نقابات العمال البريطاني، التي وجدت أنَّ التمييز في مكان العمل يقوض ثقة جزء كبير من القوة العاملة في المملكة المتحدة. 

إذ كشفت الدراسة أنَّ 8% من الضحايا تركوا وظائفهم نتيجة للعنصرية التي عانوا منها، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 1 سبتمبر/أيلول 2022.

نكات عنصرية

وفقاً لما يُعتبَر أكبر استطلاع تمثيلي أُجرِي لـ3.9 مليون عامل من الأقليات العرقية في المملكة المتحدة، تعرض أكثر من واحد من كل أربعة عمال من ذوي الخلفيات العرقية السوداء والأقليات العرقية لنكات عنصرية في العمل، في السنوات الخمس الماضية، وقال 35% إنَّ ذلك جعلهم يشعرون بثقة أقل في العمل. 

بدورها، قالت الأمينة العامة لمؤتمر نقابات العمال البريطاني، فرانسيس أوغرادي: "أخبرنا الكثيرون أنهم تعرضوا للتنمر العنصري والمضايقات، بل وأسوأ من ذلك. والمثير للقلق أنَّ الغالبية العظمى لم تُبلِّغ أصحاب العمل عن ذلك… يحتاج الوزراء إلى تغيير القانون، بحيث يتحمل أصحاب العمل مسؤولية حماية عمالهم ومنع العنصرية في أماكن العمل".

فيما قالت إحدى المحاضرين السود من منطقة الكاريبي، في جنوب غرب إنجلترا للباحثين: "أقود سيارة جميلة، وسألني أحد الموظفين إذا كنت تاجر مخدرات، وإلا فكيف يمكنني تحمل تكاليفها؟". وحين أبلغت عن الحادث قيل لها: "إنه بسبب منطقة البلد الذي نعيش فيه، التي يغلب عليها السكان البيض".

"ملابس مضحكة"

كما قالت امرأة بريطانية هندية من لندن إنها أُخطِرَت بإزاحتها من وظيفة، لأنَّ الشركة لا تريد أن يتواجد موظفون في الواجهة يرتدون "ملابس مضحكة"، ولم تبلغ قط عن أي حادث عنصري، لأنها كانت تخشى فقدان وظيفتها. 

كما وجد الاستطلاع أنَّ 19% فقط ممن تعرضوا للمضايقات أبلغوا صاحب العمل بآخر حادثة تعرضوا لها. وما يقرب من نصفهم يخشون أنهم لن يؤخذوا على محمل الجد.

إلى ذلك، قالت الدكتورة حليمة بيغوم، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة Runnymede Trust، وهي مؤسسة بحثية عن المساواة العرقية، إنَّ النتائج أظهرت أنَّ العديد من أصحاب العمل يفتقرون إلى "هياكل مساءلة تدعم الموظفين للإبلاغ عن الحوادث العنصرية".

الدكتورة حليمة أضافت: "بدون اتخاذ أرباب العمل لإجراءات مناسبة يتزايد انتشار العنصرية، وهذا الافتقار إلى المساءلة هو الذي ينقل أي اتهام واحد داخل مكان العمل من عنصر فردي فاسد إلى مشكلة مؤسسية".

الأقليات يواجهون التمييز 

وفي السياق ذاته قال معهد تشارترد للأفراد والتنمية، الذي يمثل المتخصصين في الموارد البشرية، إنَّ الاستطلاع الذي شمل 1750 شخصاً يمثل "تذكيراً صارخاً بأنَّ عدداً كبيراً جداً من العمال السود والأقليات العرقية لا يزالون يواجهون التمييز في مكان العمل باستمرار". وأشار أيضاً إلى أنَّ النتائج يجب أن توفر دفعة جديدة للحكومة لتقديم تقارير إلزامية عن الأجور التي يتلقاها الأشخاص من أصول عرقية.

وتراوحت أمثلة الحوادث العنصرية المُبلَّغ عنها في مجموعات التركيز؛ من الأطفال الذين يسألون معلماً بلهجة غير بريطانية من أين أصولهم، إلى الأشخاص الذين يُطلَب منهم "عُودوا إلى بلدكم". وكان العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً أكثر عرضة للعنصرية من العمال الأكبر سناً.

بينما حث معهد تشارترد للأفراد والتنمية الشركات على الالتزام بالإبلاغ عن فجوة الأجور العرقية، وتحديد أهداف واضحة لتحسين التمثيل على مستوى مجلس الإدارة والقيادة العليا.

تحميل المزيد