تعمل مصافي النفط في الشرق الأوسط على زيادة شحنات الديزل إلى أوروبا، مما يمنح القارة لمحة مبكرة عن الكيفية التي يمكن أن تسير بها دون إمدادات من روسيا، بحسب ما ذكرته شبكة Bloomberg الأمريكية.
يأتي ذلك، في وقت أوقفت فيه روسيا إمدادات الغاز الروسي عبر خط أنابيب رئيسي إلى أوروبا، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2022، الأمر الذي قد يزيد من حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل، ويرفع احتمالات الركود وتقنين الطاقة في بعض من أغنى دول المنطقة.
أكبر شحنة تصل أوروبا منذ عام 2019
من المتوقع وصول حوالي 435 ألف برميل يومياً من وقود الديزل إلى الموانئ الأوروبية من الشرق الأوسط، هذا الشهر، وفقاً لتتبع الناقلات وبيانات Vortexa Ltd التي جمعتها شبكة Bloomberg الأمريكية. وتُعد هذه أعلى نسبة منذ بداية عام 2019 على الأقل.
ستحظر أوروبا استيراد الديزل من روسيا اعتباراً من أوائل فبراير/شباط، كعقوبةٍ على هجومها على أوكرانيا. وبينما لا يزال أمامنا خمسة أشهر، ستكون القيود ملموسةً في وقت أقرب بكثير في سوق التداول. وسيخلق هذا الإجراء حاجة ماسة للتسليم من أماكن أخرى، إذ كانت روسيا منذ فترة طويلة أكبر مورد خارجي لأوروبا.
قال ستيف سوير، مدير التكرير في شركة FGE للاستشارات الصناعية: "من المرجح أن يكون الشرق الأوسط مورداً رئيسياً" هذا الشتاء. ويتوقع سوير أن يرتفع الطلب الأوروبي على أساس سنوي بحلول ذلك الوقت.
موسكو توقف إمدادات الغاز لأوروبا
يأتي انقطاع التدفقات عبر نورد ستريم 1 من أجل الصيانة، ويعني عدم تدفق الغاز إلى ألمانيا بين الساعة 0100 بتوقيت غرينتش، يوم 31 أغسطس/آب، وحتى 0100 بتوقيت غرينتش، يوم 3 سبتمبر/أيلول، وفقاً لشركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم.
حيث أظهرت البيانات الواردة من الموقع الإلكتروني للجهة المشغلة لخط الأنابيب انخفاض التدفقات إلى الصفر بين 0200 و0300 بتوقيت غرينتش، الأربعاء.
فيما تخشى الحكومات الأوروبية أن تمدد موسكو الانقطاع رداً على العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا، واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام إمدادات الغاز الروسي "كسلاح حرب". وتنفي موسكو ذلك.
من شأن زيادة القيود على إمدادات الغاز الأوروبية أن تفاقم أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة أكثر من 400% منذ أغسطس/آب العام الماضي، مما تسبب في أزمة مؤلمة بتكلفة المعيشة للمستهلكين وزيادة التكاليف على الشركات، وأجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتخفيف العبء.