أعادت وفاة آخر رئيس للاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، إلى الأذهان إعلاناً روسياً كان قد شارك فيه، لصالح شركة "بيتزاهت" الأمريكية الشهيرة، على الرغم من معارضة زوجته لظهوره بالإعلان.
كانت وسائل إعلام روسية قد أعلنت، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، عن وفاة غورباتشوف عن 91 عاماً، وهو آخر زعيم للاتحاد السوفييتي قبل حلّه رسمياً عام 1991.
هذا الإعلان يعيد أيضاً للأذهان ذكرى الانتقال الاقتصادي المضطرب الذي شهدته روسيا بعد سنوات من سقوط الاتحاد السوفييتي، والذي كان لغورباتشوف دور بارز فيه، بحسب ما ذكره موقع Insider الأمريكي، الأربعاء 31 أغسطس/آب 2022.
كان غورباتشوف قد شارك في الإعلان عام 1997 في غمار انفتاح روسيا أمام شركات الامتياز الأمريكية.
تظهر في الإعلان أسرة روسية تجلس في أحد مطاعم "بيتزاهت" في روسيا، ورجلان من جيلين مختلفين يتبادلان الرأي في شؤون السياسة، ثم يلاحظان غورباتشوف الجالس مع طفلة في زاوية من المطعم، فيتحدثان عن إرثه السياسي خلال تناولهما للطعام.
– يقول الرجل كبير السن: "بسببه لدينا اضطراب اقتصادي!".
– يقول الشاب: "بفضله لدينا فرصة! [في حياة أفضل]".
– يقول الرجل: "بسببه لدينا اضطراب سياسي".
– يقول الشاب: "بفضله نلنا الحرية".
– يقول الرجل: "إنها الفوضى العارمة!".
– يقول الشاب: "الأمل".
– يقول الرجل: "الاضطراب السياسي".
ثم يقطع جدالهما سيدة كبيرة، تقول: "بفضله لدينا أشياء كثيرة، منها (بيتزاهت)"، فيتفق الرجل والشاب على استحسان ذلك. ويقف الجميع للثناء على غورباتشوف، قائلين: "تحية لغورباتشوف!"
يقول المعلق في ختام الإعلان: "في بعض الأحيان، لا شيء يجمع الناس معاً مثل البيتزا الساخنة اللذيذة التي تقدمها (بيتزاهت)".
مجلة Foreign Policy الأمريكية قالت إن هذا الإعلان بلغت تكلفة إنتاجه ملايين الدولارات، وذكرت أن غورباتشوف طلب مبلغاً كبيراً من المال، لأنه كان في حاجة ماسة إلى النقود في ذلك الوقت، إلا أن عقده تضمن بنداً يقضي بأنه لن يأكل البيتزا في الإعلان التجاري.
تحوّل الإعلان بعد ذلك إلى "ميم" meme يُستدعى كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وأدرجه كثير من الأكاديميين في مناهج الدراسة بالجامعات والمعاهد، واستُخدم لتوضيح صورة التقلبات الاقتصادية العالمية في الحقبة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي.
بحسب المجلة الأمريكية أيضاً فإن غورباتشوف واجه معارضة وانتقادات من كثيرين، منهم زوجته، لمشاركته في الإعلان، لكنه ردَّ قائلاً بأن "البيتزا للجميع. والأمر ليس محض دعاية استهلاكية، وإنما ينطوي على تعزيز للمشاركة الاجتماعية".