قال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، وابن خال رئيس النظام بشار الأسد، الثلاثاء 30 أغسطس/آب 2022، إن النظام أصدر بحقه أحكاماً قضائية تجرمه بأفعال لم يقم بها، معتبراً أن تجريمه شهادة تقدير لجهوده التي بذلها في سوريا.
جاء تصريح مخلوف الذي كان حتى سنوات خلت، أشهر رجل أعمال في البلاد، وأكثرهم سطوة، في مواجهة مع النظام السوري، بعدما طالبته وزارة الاتصالات بدفع نحو 132 مليار ليرة، لإعادة التوازن إلى الترخيص الممنوح لشركته "سيريتل".
حكم قضائي بحق مخلوف
مخلوف قال على صفحته بموقع فيسبوك: "تبلغت منذ أيام وبكل فخر واعتزاز أول شهادة تقدير تصدر من جهة رسمية نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلناها في سنوات الحرب، والتي بموجبها عززت صمود بلدنا الحبيب سوريا، وخدمت شريحة كبيرة من أهلنا في مختلف المناطق".
وأضاف: "كان تكريمنا على شكل حكم قضائي صدر بحقنا يديننا، ويجرّمنا بأعمال لم نقم بها، ومع جهات لا تربطنا بها أي علاقة قانونية موثقة، ويمكن لأي قانوني الاطلاع على الملف لتتضح له دقة ما نقول. وقد علمنا أنه هناك أحكام قضائية أخرى تُهيّأ وستصدر بحقنا".
في نهاية المنشور، دعا مخلوف إلى ترقب "الأحداث الإلهية القادمة على مستوى المنطقة والعالم بأسره"، معتبراً أن "هذه الأحداث ستكون العلامات الأساسية لخروج صاحب الزمان".
وأضاف: "الأحداث المقبلة ستقتلع الظلم من جذوره على مستوى العالم بأسره ليتم التحضير لدولة الحق".
وتصاعد الخلاف بين النظام ورامي مخلوف، توعد فيه الأخير في أحد الفيديوهات "بزلزلة الأرض تحت أقدام الظالمين"، بعد أن قدمت "الهيئة الناظمة للاتصالات السورية" طلب تعيين حارس قضائي على شركة سيريتل للاتصالات، المملوكة له.
نفوذ مخلوف في سوريا ما قبل الحرب
كان مخلوف الوجه الأشهر لفساد سوريا ما قبل الحرب، وفي الأيام الأولى للثورة طالب المحتجون بقتله.
بالرغم من اكتساب شهرته من اسم عائلته، كان مخلوف بين حفنة من المليارديرات السوريين الذين كانوا يفتتحون الاقتصاد في السنوات الأولى من رئاسة بشار الأسد. أما الآخرون الذين حققوا تلالاً من المال عن طريق العلاقات الحكومية، فقد ابتعدوا بدرجة كبيرة عن الأضواء.
لم تأتِ قراءة متأنية للسيرة الذاتية شبه الرسمية للسنوات الأولى للأسد في سدة الحكم، المعنونة بـ The New Lion of Damascus للكاتب ديفيد ليش، على أي ذكر لمخلوف من جانب مؤلفٍ مُنح فرصة اطلاعٍ أكبر مما مُنحت لأي أكاديمي غربي في الأزمنة المعاصرة.
هدد رامي مخلوف مرارا بالتصعيد وبأيام صعبة على النظام السوري، وذلك بعد هيمنة النظام على شركاته، وأبرزها "سيريتل" و"الشام القابضة"، عبر وضع الشركات تحت الحراسة القضائية، كما رُفعت يد رامي مخلوف عن استثمار الأسواق الحرة، وحجز النظام السوري على أمواله وأموال عائلته، المنقولة وغير المنقولة، خلال النصف الأول من عام 2020.