ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات في باكستان إلى أكثر من ألف قتيل وتضرر 30 مليون شخص، وفق الأرقام الرسمية، بينما ناشدت باكستان العالم لمساعدتها في مواجهة هذه الكارثة، فيما انتشرت فيديوهات توثق للوضعية الكارثية التي بات عليها غرب البلاد.
إذ قال وزير الخارجية الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، الأحد 28 أغسطس/آب 2022، إن بلاده بحاجة إلى مساعدات مالية للتعامل مع فيضانات "عارمة" اجتاحت نصف مساحة البلاد.
كما أشار المسؤول الباكستاني إلى أنه يأمل في أن تأخذ مؤسسات مالية، مثل صندوق النقد الدولي، التداعيات الاقتصادية لمثل هذه الكوارث الطبيعية في الاعتبار.
بدوره ناشد الرئيس الباكستاني عارف علوي أبناء شعبه في الداخل والخارج والمجتمع الدولي من أجل دعم ضحايا الفيضانات في باكستان الذين أصبحوا في أمس الحاجة إلى الإنقاذ والإغاثة وإعادة التأهيل. بينما قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف: إن "حجم الكارثة أكبر مما كان متوقعاً".
فقد تسبب هطول أمطار موسمية شديدة الغزارة في حدوث فيضانات مدمرة في كل من شمال باكستان وجنوبها، الأمر الذي أضر بأكثر من 30 مليون شخص، وأودى بحياة أكثر من ألف آخرين، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وفق الأرقام التي أعلنت عنها السلطات فإن الفيضانات في باكستان طالت أكثر من 33 مليون شخص (15% تقريباً من عدد السكان)، ونحو نصف مساحة البلاد، ودمرت نحو مليون مسكن أو ألحقت بها أضراراً جسيمة.
كما تسببت الفيضانات في باكستان في إتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ونفوق ما يزيد على 800 ألف حيوان، وتدمير أكثر من 3400 كيلومتر من الطرق، وجرف 149 جسراً.
كما قال بوتو زرداري لرويترز: "لم أشهد في حياتي دماراً بهذا الحجم، أجد صعوبة بالغة في وصفه بالكلمات… إنه دمار هائل"، مضيفاً أن الفيضانات أتلفت العديد من المحاصيل التي تشكل مصدر رزق للكثيرين. وأضاف: "من الواضح أن هذا سيكون له تأثير على الوضع الاقتصادي العام".
تعاني الدولة الواقعة في جنوب آسيا من أزمة اقتصادية بالفعل، إذ ترزح تحت وطأة ارتفاع التضخم وتراجع قيمة العملة وعجز في الحساب الجاري.
سيقرر مجلس إدارة صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع ما إذا كان سيصرف 1.2 مليار دولار في إطار الشريحتين السابعة والثامنة من برنامج الإنقاذ الباكستاني، والذي جرى الاتفاق عليه عام 2019.
أضاف بوتو زرداري أنه من المتوقع أن يوافق مجلس الصندوق على صرف الأموال لباكستان بالنظر إلى أنه جرى التوصل لاتفاق بالفعل بين المسؤولين الباكستانيين ومسؤولي الصندوق، وأعرب عن أمله في أن يراعي الصندوق تأثير الفيضانات في الأشهر المقبلة.
قال أيضاً: "في المستقبل، أتوقع أن يدرك، ليس فقط صندوق النقد الدولي، وإنما أيضاً المجتمع الدولي والوكالات الدولية، مستوى الدمار حقاً".