أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية مقتل 12 شخصاً وإصابة 87 آخرين، خلال الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس منذ فجر السبت 27 أغسطس/آب 2022، فيما قالت رويترز إن قافلة عسكرية تابعة لباشاغا تتجه إلى طرابلس، في الوقت الذي تعالت في أصوات محلية ودولية للتهدئة وحماية المدنيين.
تشهد أحياء شارع الزاوية وباب بن غشير والصريم في العاصمة طرابلس مواجهات مسلحة بين مجموعات تتبع لجهاز "دعم وحفظ الاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي ويرأسه غنيوة الككلي، و"اللواء 777″ التابع لرئاسة الأركان ويقوده هيثم التاجوري، بحسب مراسل الأناضول.
وقالت الوزارة، في بيان إن "الإحصائية الأولية لضحايا الاشتباكات التي تشهدها العاصمة طرابلس بلغت 12 قتيلاً و87 جريحاً (لم توضح هوياتهم)".
في بيان منفصل، قالت الوزارة إن "مستشفيات عامة ومراكز صحية تتبع وزارة الصحة تتعرض للقصف والاستهداف منذ ساعات الفجر الأولى بمدينة طرابلس".
فيما دعت الوزارة إلى "تجنيب كافة المرافق الطبية ومراكز الطوارئ والإسعاف خطر الاشتباكات المسلحة، خوفاً من أن تتوسع دائرة استهداف جميع المستشفيات العاملة في بالعاصمة طرابلس".
وفي وقت سابق، أدانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في بيان، اشتباكات طرابلس معتبرة أنها "غدر وخيانة".
وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن قافلة عسكرية تابعة لإدارة فتحي باشاغا تتجه إلى طرابلس من زليتن قرب مصراتة.
تشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلّفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
وأثارت هذه الخلافات مخاوف من تحولها إلى حرب في ظل التحشيد المسلح المستمر في طرابلس من قبل قوات مؤيدة للحكومتين، ففي 16 مايو/أيار، وقعت اشتباكات مسلحة بينها عقب دخول باشاغا، للعاصمة آنذاك قبل الانسحاب منها.
دعوات للتهدئة
فيما طالب المجلس البلدي المركزي للعاصمة الليبية طرابلس المجتمع الدولي بحماية المدنيين، و"الوقوف يداً واحدة ضد هذه التعديات التي أصبحت تعرض حياتهم للخطر".
وحمّل البيان "البرلمان والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والحكومتين المسؤولية عن تردي الأوضاع في العاصمة".
أشار إلى أنه "في الوقت الذي دعا فيه كل العقلاء والحكماء والمواطنين والمجتمع الدولي إلى تجنب لغة التحشيد والتهديد، نتفاجأ باشتباكات لا تعبأ بحياة المدنيين ولا ممتلكاتهم في قلب العاصمة".
ولفت البيان إلى أن "هذا جاء نتيجة سوء إدارة الدولة من الجهات التشريعية والتنفيذية ورغبتها في الاستمرار في الحكم وتأجيل الانتخابات إلى ما لا نهاية".
من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السبت، عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة المستمرة بمناطق مدنية في العاصمة طرابلس، داعيةً إلى وقفها.
وقالت البعثة إن "الاشتباكات المسلحة تسببت في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات".
ودعت إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية".
من جانبها، أعلنت السفارة الأمريكية في طرابلس، أنها تشعر "بقلق بالغ إزاء الاشتباكات العنيفة في طرابلس مع ورود أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير للممتلكات".
وعبّرت السفارة في تغريدة عبر "تويتر"، عن الوقوف "إلى جانب الشعب الليبي في الدعوة إلى الحوار السلمي".