تبّون سيكون في استقباله، و”مقام الشهيد” وجهته الأولى.. تفاصيل زيارة ماكرون للجزائر لطيّ صفحة “القطيعة”

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/25 الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/25 الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (عربي بوست)

يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 25 أغسطس/آب 2022، زيارة رسمية للجزائر تستغرق ثلاثة أيام، وتهدف زيارة ماكرون للجزائر إلى طيّ صفحة القطيعة و"إعادة بناء" علاقة لا تزال مثقلة بأعباء الماضي.

حسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن ماكرون سيكون برفقة وفد كبير يضمّ سبعة وزراء، وسيُرحب برئيس الدولة عند نزوله من الطائرة نظيره عبد المجيد تبون حوالي الساعة 15,00 (14,00 ت غ).

سيتّجه الرئيسان إثر ذلك إلى مقام الشهيد الذي يخلّد ذكرى حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962)، قبل مأدبة عشاء في القصر الرئاسي. وتتزامن زيارة ماكرون للجزائر مع الذكرى الستين لانتهاء الحرب وإعلان استقلال الجزائر عام 1962.

خلال زيارة ماكرون للجزائر سيلتقي أيضاً رواد أعمال جزائريين شباباً قبل أن يتوجه إلى وهران الواقعة في الغرب، وثاني مدن البلاد المشهورة بروح الحرية التي جسدتها موسيقى الراي في الثمانينيات.

زيارة ماكرون للجزائر "ضرورة سياسية"

هذه الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر بعد توليه الرئاسة، وتعود زيارته الأولى إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.

فقد بدت حينها العلاقات بين البلدين واعدة مع رئيس فرنسي شاب ولد بعد عام 1962 وتحرر من ثقل التاريخ ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية".

لكن الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عاماً من الاستعمار والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر عام 1962.

كما ضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفاً بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر" عام 1957.

بينما استنكر "الجرائم التي لا مبرر لها" خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961. لكن الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمار لم تأتِ أبداً، ما أحبط مبادرات ماكرون وزاد سوء التفاهم.

محاولة وضع حد للقطيعة

تفاقمت القطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسي في تشرين الأول/أكتوبر 2021 اتهم فيها "النظام السياسي العسكري" الجزائري بإنشاء "ريع للذاكرة" وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.

مذاك أعاد ماكرون الأمور إلى نصابها، وقرر الرئيسان إعادة الشراكة بين البلدين إلى مسارها الصحيح.

يقول الخبير السياسي الجزائري منصور قديدير: "بالنظر إلى مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة المغاربية والنزاعات في الساحل والحرب في أوكرانيا، فإن تحسين العلاقات بين فرنسا والجزائر ضرورة سياسية".

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا باتت الجزائر، وهي من بين أكبر عشرة منتجين للغاز في العالم، مُحاوراً مرغوباً للغاية للأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي. لكن الرئاسة الفرنسية تؤكد أن الغاز الجزائري "ليس موضوع الزيارة".

أهم الملفات التي سيناقشها

سيناقش الرئيسان خصوصاً الوضع في مالي؛ حيث أنهى الجيش الفرنسي للتو انسحابه، والنفوذ الروسي المتزايد في إفريقيا.

تلعب الجزائر دوراً محورياً في المنطقة؛ نظراً لامتداد حدودها آلاف الكيلومترات مع مالي والنيجر وليبيا، كما أنها مقرّبة من روسيا مزوّدها الرئيسي بالأسلحة.

كما ستكون قضية التأشيرات الفرنسية للجزائريين في قلب النقاشات أيضاً خلال زيارة ماكرون للجزائر، بعد أن قرر إيمانويل ماكرون عام 2021 خفضها إلى النصف في مواجهة إحجام الجزائر عن إعادة قبول رعاياها المرَّحلين من فرنسا.

في المقابل، لن يسلط ماكرون الضوء على مسألة الذاكرة التي لا تزال معقدة على ضفتي البحر المتوسط. وقد تسببت قضية الذاكرة في فقدان الرئيس الفرنسي الكثير من التقدير الذي حظي به لدى الرأي العام الجزائري قبل توليه الرئاسة.

يقول عثمان عبداللوش (62 عاماً) الخبير في المعلوماتية "في عام 2017 قبل أن يصبح رئيساً كان يتحدث جيداً وأجرى زيارة، لكن بعد عودته إلى فرنسا تغير وتبنى خطاباً مختلفاً".

أما رمضان الباز (60 عاماً) وهو موظف متقاعد فيقول: "نقول لماكرون أهلاً بك في الجزائر، إذا كانت المصالح مشتركة فنحن متفقون، أما إذا كانت فقط لصالح الطرف (الفرنسي) فإننا نرفضك".

تحميل المزيد