دافعت رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، عن نفسها بعد تعرضها لانتقادات كبيرة بسبب فيديو وصور فاضحة مسربة من حفل خاص مع أصدقائها، وقالت إنها تؤدي عملها في رئاسة وزراء البلاد باجتهاد، لكنها يجب أن تحظى بحياة خاصة.
قالت مارين للصحفيين، الأربعاء 24 أغسطس/آب، في مؤتمر لحزبها "الاشتراكي الديمقراطي الفنلندي": "أنا بشر، أتوق أحياناً إلى بعض الفرح والنور والمرح وسط الغيوم القاتمة"، ووصفت الأسبوع الماضي بأنه كان أسبوعاً "شاقاً"، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
تابعت مارين بالقول: "لم أتغيَّب يوماً واحداً عن العمل. رغم كل شيء، أريد أن أصدق أن الناس سينظرون إلى ما نقوم به في العمل وليس ما نفعله في أوقات فراغنا".
كما أضافت: "لم أترك من قبل مهمةً دون إتمامها، ولن أترك هذه المهمة في منتصفها دون إتمام أيضاً. إنني أتعلم، ولكني أؤدي عملي كما كنت أؤديه دائماً إلى الآن. إنني أفكر في أوكرانيا، وأفكر فيكم، وأؤدي عملي".
عندما سُئلت رئيسة وزراء فنلندا عما إذا كانت ستُغير أي شيء معين في سلوكها، أجابت بأنها لم ترَ أي شيء خطأ فيما فعلته "لأننا، نحن السياسيين، لدينا أيضاً وقت فراغ، نقضيه مع أصدقائنا"، والأمر متروك للناخبين في الانتخابات "للحكم بما هو مناسب من وجهة نظرهم، وما يفكرون فيه".
سلوك رئيسة وزراء فنلندا "غير لائق"
وصف معارضون سلوك رئيسة وزراء فنلندا بأنه غير لائق، وقالوا إن اختيارها لأصدقائها أبان عن ضعف في حكمها، لا سيما أن الصور ومقاطع الفيديو المسربة قد تعرضها للنقد أو حتى الابتزاز. ومع ذلك فإن كثيرين دافعوا عن حقها في الاحتفال.
بينما نشرت نساء فنلنديات مقاطع فيديو لأنفسهن وهن يرقصن ويشربن الكحول لإظهار دعمهن لرئيسة الوزراء، وقالت مارين إنه "بما أننا في عام 2022، فإنني آمل أنه بات من المقبول حتى لصناع القرار أن يرقصوا ويغنوا ويذهبوا إلى حفلات".
نالت رئيسة وزراء فنلندا الثناء على تعاملها مع جائحة كورونا، وإخراجها فنلندا من عقود من الحياد وعدم إبراز الانحياز إلى الغرب، بعد أن تقدمت حكومتها بطلب لعضوية الناتو في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم يكن للأحداث الأخيرة تداعيات سياسية كبيرة عليها حتى الآن.
لكن بعض حلفاء مارين كشفوا عن بعض التبرم من الضجة المثارة، فقالت وزيرة المالية الفنلندية، أنيكا ساريكو، زعيمة حزب الوسط المشارك في تحالف يسار الوسط الذي تقوده مارين، إنها "مرتبكة ومنهكة" من الاضطرار إلى التعليق على الصور ومقاطع الفيديو.
حيث قالت وزيرة التعليم، لي أندرسون، إنها تأمل أن تنتقل المناقشات إلى "القضايا الجوهرية، مثل المهام الواقعة علينا فيما يتعلق بالشتاء الصعب القادم، وأزمة الطاقة، وحرب روسيا العدوانية، وسياسات العدالة".
كما قال بيتري أوربو، من حزب الائتلاف الوطني المعارض، إنه يرجو أن تركز وسائل الإعلام والجمهور الآن على "ما لا تفعله رئيسة الوزراء؛ لدينا أزمة طاقة، وارتفاع متسارع في معدل التضخم، ومشكلات في الرعاية الصحية. نحن بحاجة إلى قيادة".