أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحياء وسام من العصر السوفييتي للنساء اللواتي ينجبن 10 أطفال أو أكثر، بالتزامن مع مواجهة روسيا لأزمةٍ سكانية تفاقمت بسبب الهجوم على أوكرانيا.
إذ ابتكر جوزيف ستالين مصطلح "الأم البطلة" عام 1944 من أجل تشجيع الأسر على امتلاك عائلات كبيرة، وذلك بعد أن أودى الموت بحياة عشرات الملايين من المواطنين السوفييت إبان الحرب العالمية الثانية. وحصلت أكثر من 400.000 امرأة على الوسام، قبل إلغائه في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وذلك حسبما نشرت صحيفة The Times البريطانية في تقرير لها الثلاثاء 16 أغسطس/آب 2022.
مرسوم بمكافأة الأم التي تنجب عشرة أطفال
بوتين من جانبه، أصدر مرسوماً بحصول المرأة على مبلغ يُدفع لمرة واحدة بقيمة مليون روبل (16.337 دولاراً) بعد بلوغ طفلها العاشر لعيد ميلاده الأول، وذلك بشرط أن يكون بقية الأطفال التسعة على قيد الحياة. وستحصل المرأة كذلك على وسام الأم البطلة الذهبي، الذي يزينه علم روسيا وشعار الدولة.
فيما أعلن بوتين أيضاً أن الحاصل على وسام "المجد الأبوي" الذي أُطلق عام 2008، للعائلات التي تمتلك سبعة أطفال أو أكثر، سيتسلم كذلك مبلغاً أكبر يصل إلى 700.000 روبل (11.496 دولاراً). لكن بعض نقاد الكرملين اتهموا بوتين بتشجيع النساء على إنتاج "وقود لمدافع" الجيش الروسي.
انخفاض سكان روسيا
تأتي الخطوة الجديدة بالتزامن مع تحذيرات إدارة الإحصاء الحكومية في روسيا من انخفاض سكان البلاد البالغ عددهم 144 مليون نسمة إلى 132 مليون نسمة تقريباً خلال العقدين المقبلين. وقالت الإدارة كذلك إن عدد من يعيشون داخل روسيا قد انخفض بنحو 380 ألف شخص بين شهري يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2022 بينما توقعت الأمم المتحدة انخفاض تعداد سكان روسيا في أسوأ الأحوال إلى 83 مليون نسمة فقط بحلول عام 2100.
فيما يُعتقد أن عشرات الآلاف من الشباب الروس قد لقوا مصرعهم في أوكرانيا منذ أمر بوتين ببدء الهجوم في فبراير/شباط 2022. وبلغ متوسط عمر القتلى 21 عاماً فقط. ولم يتوقف الأمر عند الخسائر العسكرية فقط. إذ هاجر مئات الآلاف من المواطنين إلى خارج روسيا منذ بداية الحرب، وبينهم أكاديميون وصحفيون وخبراء في تقنية المعلومات.
في الوقت نفسه يمثل مرسوم بوتين جزءاً من سياسة الكرملين التي تعتمد على الترويج "للقيم التقليدية" من وجهة نظره. حيث قدم مشرعون من مؤيدي بوتين مؤخراً تشريعاً يحظر أي نقاش علني لأسلوب الحياة بدون أطفال، لأنها فكرة تضر مستقبل روسيا تماماً مثل تعاطي المخدرات، أو الانتحار، أو التشدد السياسي.