حذر وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين خلال مشاركته في منتدى الشرق الشبابي، الذي انطلق السبت 13 أغسطس/آب 2022 بإسطنبول، من أن الأمن الغذائي للدول العربية مهدد خلال سنوات قليلة فقط بسبب التغير المُناخي الذي يشهده العالم، فيما تحدثت وكومفورت إيرو، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية، عن التحديات التي يواجهها العالم في الغرب والشرق، على حد سواء بسبب الحروب والنزاعات والتغيرات الاستراتيجية التي يشهدها العالم.
الوزير اللبناني قال خلال كلمته بالمؤتمر الشبابي إن العالم أمام وقائع تاريخية بسبب التغير المناخي، محذراً من أزمة غذاء حادة قد يشهدها العالم العربي خلال سنوات قليلة بسبب الجفاف، وكشف أن 67% من الأراضي في الدول العربية لن تكون قابلة للزراعة خلال سنوات وهو ما سيؤدي إلى أزمة غذاء غير مسبوقة.
وأشار المسؤول اللبناني إلى أن الأمة البيئية ستفتح أزمات جديدة كالنزوح والهجرة، مؤكداً أن أسباب ذلك هو اهتمام القادة السياسيين بالأمن على حساب البيئة والتغير المناخي، إذ يتخذون قرارات توفر الاستقرار الأمني خلال سنوات متناسين التغير المناخي الذي تظهر تبعاته على المجتمع بعد سنوات طويلة، على حد قوله.
فيما تحدثت كومفورت إيرو على مجموع الأزمات التي يواجهها العالمين الغربي والشرقي، مؤكدة على أهمية الشباب في بناء نظرة جديدة تؤطر لعالم أكثر سلام دون التفرقة بين شعوب الشرق والغرب.
كما أكدت المسؤولة الأممية على أهمية وقوة الرسالة التي ينشرها منتدى الشرق الشبابي لحل الأزمات الدولية.
من جانبه أكد وزير الرياضة والشباب التركي على أهمية بناء شراكات مع الدول لمواجهة التحديات التي يعيشها العالم الحالي سواء اقتصادية أمنية أو سياسية، كما أكد على أهمية الاستثمار في الموارد الشابة.
الطبعة السادسة للشرق الشبابي
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه إسطنبول أعمال مؤتمر الشرق الشبابي، في طبعته السادسة، بحضور وزير الشباب والرياضة التركي محمد قصاب أوغلو، ووزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، وكومفورت إيرو، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية، حيث سيناقش المؤتمر الذي اختار شعار "انعتاق الخيال" تأثيرات الحرب الأوكرانية الروسية، وقبلها جائحة كوفيد، وأزمة التغير المناخي، والبحث عن البدائل لمواجهة التحديات.
ويشارك في المؤتمر الذي ينتهي مساء الأحد، مئات المشاركين من دول مختلفة حول العالم، بينهم أكاديميون وإعلاميون ومهتمون بمجالات السياسة والعلاقات الدولية والاقتصاد.
فيما قال رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر في كلمته الافتتاحية، إن الإنسانية تلتقي عند مفترق طرق لم يشهده العالم منذ سنوات، يحمل تناقضات كثيرة، يجب فيه أن نتدبر ونتفكر ونتأمل لبناء مستقبل مليء بالقيم.
يأتي المؤتمر بينما يواجه العالم اليوم التأثير غير المسبوق لوباء Covid-19، الذي أعقبه غزو أوكرانيا في عام 2022، على المعايير الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأصبحت هناك فرصة واضحة للعديد من البدائل، كما أن هناك حاجة ماسّة لاستبدال الأفكار والهياكل القديمة المتعددة الأبعاد، التي هيمنت على الوضع الراهن، بحسب ما جاء في الموقع الرسمي للمنتدى الشبابي.
وأضاف الموقع أن العالم بحاجة إلى عالم يتم فيه إرساء مُثُل العدل والتوازن والتعاون بين الشعوب والأمم، في سياق أكثر إنصافاً وتوازناً، لذلك سيوفر مؤتمر الشرق الشبابي الدولي السادس لهذا العام مساحة لمناقشة المخاطر العالمية غير المسبوقة التي نواجهها.
منتدى الشرق تأسس عام 2012، وهو مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، عبر تنمية الوعي السياسي، وتبادل الخبرات، وتحديد الأولويات، وتعزيز الفهم المتبادل بين المنطقة ومحيطها الدولي، بحسب ما يعرّف نفسه.