بعد انفصالهما قبل 75 عاماً مع تقسيم الهند وباكستان، لا يملك الشقيقان علي حسن بقائي وعابد حسن بقائي وسيلة لرؤية بعضهما من حين لآخر سوى مكالمات الفيديو التي لا تغني عن حنين الأسرتين للمّ الشمل.
وهناك آلاف العائلات مثل عائلة الشقيقين بقائي التي ما زالت تعاني التشرذم على مدى ثلاثة أرباع قرن؛ بعد أن نشأ البلدان من رحم استقلال الهند عن بريطانيا في عام 1947.
قال الأخ الأصغر عابد حسن لرويترز في نيودلهي: "حزنت لعدم استطاعتي لمسهم"، مضيفاً أنه كان من الجيد رؤية علي حسن وأسرته المقيمين في كراتشي لكن الأمر لا يقارن "بعناق أو لمسة أو مصافحة أو التحدث إليهم" وجها لوجه.
وتحتفل باكستان ذات الغالبية المسلمة الأحد 14 أغسطس/آب 2022، باستقلالها فيما تحيي الهند، خصمها اللدود، ذكرى المناسبة الإثنين.
والتقت أسرتا علي حسن وعابد حسن آخر مرة قبل ثماني سنوات، عندما سافر الأخ الأكبر إلى نيودلهي. وقال الشقيقان إن العائلتين حاولتا مراراً اللقاء، لكن جميع طلباتهما للحصول على تأشيرات رُفضت من الجانبين.
وخاضت باكستان والهند ثلاث حروب منذ الاستقلال، اثنتين منها على إقليم كشمير المتنازع عليه في جبال الهيمالايا والذي تطالب كلاهما بالأحقية عليه بالكامل. وبلغت التوترات ذروتها في عام 2019 عندما أرسلت كل منهما طائرات مقاتلة إلى المجال الجوي للأخرى.
أدى تشكيل بريطانيا لدولتين جديدتين من خلال تقسيم الهند البريطانية إبان تقليص حجم إمبراطوريتها بعد الحرب العالمية الثانية إلى هجرة طائفية جماعية في كلا الاتجاهين شابتها أعمال عنف كانت دامية أحياناً على كلا الجانبين.
وأدى التقسيم إلى رحيل نحو 15 مليون شخص عن ديارهم ليستقروا في وطن جديد على أساس الدين بشكل أساسي، بينما تشير تقديرات مستقلة إلى مقتل أكثر من مليون شخص في أعمال شغب طائفية إبان فترة التقسيم عام 1947.
ومن بين من عانوا ويلات التقسيم، كانت عائلة بقائي التي لم تتمكن من مشاطرة أسعد لحظاتها وأتعسها. فعلى سبيل المثال، لم يُسمح لعلي حسن، الأخ الأكبر، بحضور أي من جنازات والدته أو شقيقتيه في نيودلهي.