أوقفت السلطات التونسية إمام أحد المساجد في مدينة نابل شمال تونس، وذلك على خلفية تلاوة آيات قرآنية تتضمن لفظ "انقلاب"، وذلك خلال أداء صلاة بمناسبة الاحتفاء بالسنة الهجرية الجديدة بحضور وزير الشؤون الدينية التونسي.
حيث كشف محمد زين الدين، وهو إمام الصلوات الخمس بجامع السلام، في تصريح لراديو "شمس إف إم" التونسي، الأربعاء 10 أغسطس/آب 2022، أن وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي كان قد طلب منه تجنب تلاوة آيات قرآنية تتضمن عبارة "انقلاب".
كما أكد زين الدين، أن السلطات المحلية في مدينة نابل كانت قد اتصلت به بعد ذلك وطلبت منه "الركون إلى الراحة لمدة 10 أيام إلى غاية النظر في شأنه"، على حد تعبيره.
فيما نفى الإمام أن يكون قد تم إعفاؤه إلى حد الآن، مؤكداً أن السلطات المحلية أعادت الاتصال به الثلاثاء وأعلمته برغبتها في إعادته لنشاطه. وقال إنه أبلغ المسؤولين أن "نفسيته منهارة حالياً"، وإنه يرغب في نيل قسط من الراحة، حسب قوله.
كما روى الإمام كيف طُلب منه تجنب قراءة الآيات التي تتضمن كلمة انقلاب في الصلوات التي يتولى إمامتها، قائلاً: "يوم السبت الذي وافق مناسبة السنة الهجرية استقبلْنا وزير الشؤون الدينية".
تابع: "خلال صلاة المغرب توليت إمامة الصلاة وتلوت ما تيسر من سورة آل عمران وتحديداً الآية (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء…)".
أضاف الإمام: "في الركعة الثانية تلوت: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على أعقابه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين)".
الإمام التونسي أكد أنه "بعد الصلاة وتناول المشروبات والحلويات قال لي الوزير بكل تلقائية وفي إطار ضحك: يا شيخ، من الأفضل أن تبتعد عن مثل هذه الآيات، وأنا لم أعلّق ولم أجبه بأيّ كلمة".
تابع الإمام محمد زين الدين أنه: "بعد 4 أو 5 أيام كنت أقوم بواجبي في الجامع بشكل عادي، ويوم الجمعة الماضي تلقيت اتصالاً من المعتمدية (السلطة المحلية) وطلبوا مني الركون إلى الراحة لمدة 10 أيام إلى غاية النظر في الأمر، دون إيضاح الأسباب".
يؤدي هذا الإمام مهامه في هذا الجامع منذ 2004، وأكد أنه منذ ذلك الحين لم يحصل له أي إشكال، وأنه يتمتع بشعبية كبيرة، بينما لم يصدر أي تعليق من وزارة الشؤون الدينية على ما صرح به الإمام التونسي.