أفاد تقرير نشرته وزارة العلوم والتكنولوجيا اليابانية بأنَّ الصين تفوقت على الولايات المتحدة بصفتها الرائدة عالمياً في كل من إنتاج البحوث العلمية والدراسات "عالية التأثير"، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 11 أغسطس/آب 2022.
حيث وجد التقرير، الذي نشره المعهد الوطني الياباني لسياسة العلوم والتكنولوجيا، الثلاثاء 9 أغسطس/آب، أنَّ الصين تنشر الآن أكبر عدد من أوراق البحث العلمي سنوياً، تليها الولايات المتحدة، ثم ألمانيا.
فيما استندت الأرقام إلى المتوسطات السنوية بين عامي 2018 و2020، واستخلص التقرير نتائجه من البيانات التي جمعتها شركة التحليلات Clarivate.
إضافة إلى ذلك، وجد تقرير المعهد الوطني الياباني أنَّ الأبحاث الصينية تُشكِّل 27.2% من أفضل 1% من الأوراق البحثية الأكثر اقتباساً في العالم.
حيث يمثل عدد الاقتباسات التي تتلقاها ورقة بحثية مقياساً شائع الاستخدام في الأوساط الأكاديمية؛ وكلما استشهد باحثون آخرون بدراسة في الأوراق اللاحقة، زاد "تأثير الاقتباس".
بينما استحوذت الولايات المتحدة على 24.9% من أعلى 1% من الدراسات البحثية التي تُقتَبَس، بينما احتلت أبحاث المملكة المتحدة المركز الثالث بنسبة 5.5%.
كما وجد التقرير أنَّ الصين نشرت ما معدله 407181 ورقة علمية في المتوسط سنوياً، متفوقة بذلك على 293.434 مقالة في دوريات الولايات المتحدة، التي تمثل 23.4% من الناتج البحثي العالمي.
إذ تساهم بكين بنسبة عالية من الأبحاث في علوم المواد والكيمياء والهندسة والرياضيات، بينما كان الباحثون الأمريكيون أكثر غزارة في أبحاث الطب الإكلينيكي وعلوم الحياة الأساسية والفيزياء.
نُشِر التقرير في اليوم الذي وقَّع فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون الرقائق والعلوم، وهو تشريع يسمح بتخصيص مبلغ 200 مليار دولار لتمويل الأبحاث على مدى 10 سنوات لجعل البحث العلمي الأمريكي أكثر تنافسية مع الصين.
حيث قالت السفارة الصينية في الولايات المتحدة، الشهر الماضي، إنَّ الصين "تعارض بشدةٍ" مشروع القانون الذي قالت إنه "يستند بقوة إلى [] عقلية الحرب الباردة واللعبة التي محصلتها صفر".
الصحيفة البريطانية قالت إن نتيجة التقرير "عالية التأثير" تتماشى مع البحث الذي نُشِر في وقت سابق من هذا العام، والذي وجد أنَّ الصين تفوقت على الولايات المتحدة في عام 2019 في مقياس الأبحاث الـ1% الأكثر اقتباساً، وتجاوزت الاتحاد الأوروبي في عام 2015.
قالت الدكتورة كارولين فاغنر، المؤلفة المشاركة في إعداد التقرير، إنَّ الأوراق التي حصلت على اقتباسات أكثر من الـ99% الباقية من الأبحاث هي "أعمال يُنظَر إليها على أنها من فئة الفائزين بجائزة نوبل، والرائدة في العلوم. وتميل الولايات المتحدة إلى تصنيف عمل الصين على أنه أقل جودة، لكن يبدو أنَّ هذا قد تغير".
مع ذلك، وجد التقرير أنَّ الولايات المتحدة لا تزال تنفق على البحث والتطوير في قطاعي الشركات والجامعات أكثر من أية دولة أخرى. في حين أنَّ "بكين لديها أكبر عدد من الباحثين بقطاعي الشركات والجامعات بين الدول الكبرى. وفي قطاع الشركات، تقف الولايات المتحدة والصين على قدم المساواة مع بعضهما، وكلاهما يُظهِران نمواً سريعاً".
في هذا الصدد، قال شينيتشي كوروكي، من وكالة العلوم والتكنولوجيا اليابانية، لصحيفة Nikkei: "تعد الصين واحدة من أفضل الدول في العالم من حيث كمّية ونوعية الأوراق العلمية. لكي تصبح الشركة الرائدة عالمياً، ستحتاج إلى مواصلة إنتاج البحوث المعترف بها دولياً".