تطلق بريطانيا حملة لإعطاء جرعة تنشيطية من لقاحات الوقاية من شلل الأطفال في لندن لمن تقل أعمارهم عن 10 سنوات، وذلك بعد أن أكدت أن الفيروس ينتشر في العاصمة لأول مرة منذ الثمانينيات، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، الأربعاء 10 أغسطس/آب 2022.
حيث رصدت وكالة الأمن الصحي 116 فيروساً لشلل الأطفال في 19 عينة صرف صحي هذا العام في لندن، بعد أن أصدرت تحذيراً في البداية بأنها رصدت الفيروس في يونيو/حزيران الماضي. وقالت الوكالة إن مستويات الفيروس التي رُصدت، والتنوع الجيني، يشيران إلى أنه ينتشر في عدد من أحياء لندن.
بينما لم يتم رصد أية حالات حتى الآن، لكن في محاولة لاستباق أي تفش محتمل، ستدعو السلطات الآن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام و9 أعوام إلى تلقي جرعة تنشيطية من اللقاح إلى جانب إعلانها بالفعل عن حملة لتتبع الأطفال على نطاق أوسع.
فيما تتباين معدلات التحصين في أنحاء لندن، لكنها تظل في المتوسط تحت معدل التغطية البالغ 95% الذي تقترح منظمة الصحة العالمية أنه ضروري لإبقاء المرض تحت السيطرة.
يعتبر شلل الأطفال مرضاً شديد العدوى يسببه فيروس يهاجم الجهاز العصبي. وعادة ما يكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من أية فئة عمرية أخرى.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تؤدي إصابة واحدة من كل 200 إصابة بشلل الأطفال إلى شلل دائم. ومع ذلك، وبفضل المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عام 1988، أصبح معظم أنحاء العالم خالياً من شلل الأطفال. لكن بعض حالات الإصابة بالمرض اكتُشفت في أفغانستان وباكستان في عامي 2021 و2022.
تشير التقديرات إلى أن 95 إلى 99% من الأشخاص المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض. يُعرف هذا بشلل الأطفال تحت الإكلينيكي. لكن حتى دون ظهور أعراض، لا يزال بإمكان الأشخاص المصابين بالفيروس نشره ونقل العدوى للآخرين.
كما يمكن أن تستمر علامات وأعراض شلل الأطفال غير المسبب للشلل من يوم إلى 10 أيام. ويمكن أن تكون هذه العلامات والأعراض شبيهة بالأنفلونزا، ويمكن أن تشمل الحُمى والتهاب الحلق وصداع الرأس والتقيؤ والإعياء والتهاب السحايا.