سادت حالة من الغضب في أغلب مدن الضفة الغربية، عقب استشهاد 3 فلسطينيين من "كتائب شهداء الأقصى"، الثلاثاء 9 أغسطس/آب 2022، حيث اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في مواقع متفرقة من الضفة الغربية.
فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المقاوم الفلسطيني الشاب إبراهيم النابلسي، الذي كان يُعد أحد أبرز المطلوبين في مدينة نابلس بالضفة الغربية، إضافة إلى استشهاد اثنين آخرين، فيما أُصيب العشرات جراء اقتحام الاحتلال للمدينة.
مواجهات مع الاحتلال
نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان، أن مواجهات اندلعت على مدخل مدينتي رام الله والبيرة الشمالي (وسط)، عقب مسيرة نظمها عشرات الفلسطينيين، وطلبة الجامعات، تنديداً بقتل الفلسطينيين الثلاثة في نابلس.
وفق الشهود، استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. بدورهم رشق الشبان القوات الإسرائيلية بالحجارة، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية، بحسب مراسل الأناضول.
كما اندلعت مواجهات مماثلة في حي باب الزاوية في مدينة الخليل (جنوب)، وعلى المدخل الغربي لمدينة طولكرم (شمال)، والمدخل الجنوبي لنابلس (شمال). وبحسب مصادر طبية لم تسجل حتى الساعة أية إصابات.
بينما عم الإضراب العام والتجاري، الثلاثاء، غالبية مدن الضفة الغربية، تزامناً مع تشييع جثامين الفلسطينيين الثلاثة: إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه.
ردد المشاركون في التشييع عبارات وشعارات غاضبة تدعو للثأر والانتقام من جريمة الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية الاغتيال التي جرت، والتأكيد على ضرورة تصاعد المقاومة في مدن الضفة المحتلة، وفق ما ذكره موقع شبكة "القدس" الإخبارية.
إضراب في الضفة الغربية
فيما عم الإضراب كافة محافظات الضفة بما فيها القدس، حداداً على أرواح شهداء نابلس، الذين ارتقوا برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بالمدينة.
ففي محافظة نابلس، شل الإضراب مرافق الحياة حداداً على أرواح شهدائها الثلاثة، وفي محافظة رام الله، أفادت مصادر محلية بأن المحال التجارية أغلقت أبوابها لمدة ساعتين، في الوقت الذي دعت فيه الفصائل للنفير والوجود في نقاط التماس والمشاركة في مسيرة انطلقت من وسط رام الله باتجاه مدخل البيرة الشمالي.
بينما في محافظة الخليل، أغلقت جموع غفيرة من الفلسطينيين المحال التجارية وأشعلت الإطارات المطاطية، واتجهت نحو نقاط التماس، وبالتوازي شهدت مدينة بيت لحم دعوة مماثلة للإضراب والحداد.
في قلقيلية، أعلن الحداد والإضراب التجاري، وشهدت مدينة جنين هي الأخرى دعوة مماثلة للإضراب حداداً على الشهداء.
كما دعت القوى الوطنية الإسلامية والمسيحية، والفعاليات الاجتماعية في القدس، إلى الإضراب الشامل في مدينة القدس ومحافظتها، بدءاً من الساعة الثانية بعد الظهر، بما يتضمن إغلاقاً للأسواق والمحال التجارية، وذلك حداداً على شهداء نابلس.
في وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قَتل الفلسطينيين الثلاثة، بمدينة نابلس. وقالت إن "الشهداء هم إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين جمال طه".
فيما قال الجيش عبر حسابه على تويتر: "في نهاية مطاردة وعملية مشتركة للجيش الإسرائيلي و(جهاز الأمن العام) الشاباك، قُتل ابراهيم النابلسي صباح اليوم في مدينة نابلس".
أضاف الجيش: "أطلق مقاتلو الجيش النار على المنزل، واستخدموا وسائل خاصة من بينها صواريخ محمولة على الكتف". وتابع: "قُتل النابلسي، ومسلح آخر كان يقيم في المنزل".