واصلت إسرائيل تأهبها في محيط قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، الخميس 4 أغسطس/آب 2022، بداعي التحسب من هجمات انتقامية من حركة الجهاد الإسلامي بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي لأحد قادتها في شمالي الضفة الغربية، مساء الإثنين أول أغسطس/آب.
حيث أبقت إسرائيل على إغلاق معبري بيت حانون "ايريز" في شمالي القطاع، وهو معبر الأفراد، وكرم أبو سالم المستخدَم لمرور البضائع. كما واصلت إغلاق العديد من الطرقات في التجمعات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، ووقف حركة القطارات بين مدينتي عسقلان وسديروت، في جنوبي إسرائيل.
اقرأ أيضاً
تأهب إسرائيلي بمحيط غزة
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قالت إن المستوطنين في كرم أبو سالم "تلقوا رسالة من مجلس إشكول، تمنحهم خيار مغادرة غلاف غزة إلى فندق في القدس، ومن يقرر المغادرة سيتم نقله مساء اليوم (الخميس)".
كما أشارت القناة 14 الإسرائيلية إلى أن بعض وحدات جيش الاحتلال تمنع جنودها من العودة لمنازلهم نهاية الأسبوع الحالي.
كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، ألغى إجازته الصيفية بسبب التوتر على الحدود مع غزة، وأعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي أن غانتس "يوجه الأجهزة الأمنية باستخدام كل الوسائل؛ لإزالة التهديد عن منطقة غلاف غزة"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس: "تستمر اليوم حالة التأهب في المنطقة المحاذية لقطاع غزة، بحيث يبقى العديد من المحاور والطرق مغلقاً أمام حركة السير". وأضافت: "كما لن تُستأنف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت".
كما أشارت إلى أن الإجراءات تأتي "تحسباً لقيام حركة الجهاد الاسلامي بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه اسرائيل، أو هجمات ضد جنود ومواطنين على امتداد السياج الأمني، وفي التجمعات السكنية المحاذية له، رداً على اعتقال القيادي في الحركة، بسام السعدي، والعشرات من عناصرها في الضفة الغربية".
اقرأ أيضاً
إجراءات خوفاً من عمليات انتقامية
كان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" قد قرر، الأربعاء 3 أغسطس/آب، استمرار الإجراءات الإسرائيلية، دون تحديد موعد لإنهائها.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية: "منذ بداية الأسبوع، قامت عشرات الطائرات من دون طيار، التابعة للجيش الإسرائيلي، بدوريات في سماء غزة لجمع المعلومات الاستخبارية، ومهاجمة الفرق المضادة للدبابات وقاذفات الصواريخ".
بالمقابل يشتكي إسرائيليون في التجمعات السكانية الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، من استمرار القيود الإسرائيلية عليهم.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية: "ينوي الجيش الإسرائيلي إيجاد حل لسكان كيبوتسات (قرى تعاونية): ناحال عوز في شمال قطاع غزة، وكيرم شالوم في جنوب قطاع غزة، الذين ظلوا محاصَرين في منازلهم منذ بدء التصعيد".
بينما تُجري الأمم المتحدة ومصر اتصالات مع الطرفين، في مسعى لمنع تفجر الأوضاع.
يأتي ذلك بعد أن اعتقل الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين الماضي، في عملية عسكرية واسعة، القيادي في الجهاد الإسلامي، بسام السعدي، بعد مداهمة منزله في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمالي الضفة الغربية.
المقاومة تتوعد بالرد على اعتقال السعدي
فيما جددت حركة الجهاد الإسلامي، مساء الأربعاء 3 أغسطس/آب، دعوتها إسرائيل إلى الإفراج "الفوري" عن القيادي بالحركة، بسام السعدي، في حين توعد جناحها العسكري بـ"الرد" على اعتقاله، وطالبت عائلته بأن تطلع لجنة طبية على وضعه الصحي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للحركة والعائلة في منزل السعدي (61 عاماً) ومؤتمر منفصل لـ"كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح المسلح للحركة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
حيث قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، هاني جرادات، إن هذا المؤتمر يأتي تعبيراً عن التضامن مع السعدي "بعد تعرضه لاعتقال إجرامي".
أضاف جرادات أن قيادة حركته في غزة قدمت مطالب "للإفراج الفوري والعاجل" عن كل من السعدي والأسير المضرب عن الطعام منذ 33 يوماً، خليل العواودة؛ رفضاً اعتقاله الإداري (دون تهمة أو محاكمة).
فيما طالب عز الدين نجل السعدي، خلال المؤتمر، السلطة الفلسطينية بتشكيل "لجنة طبية لزيارته (والده) والاطلاع على وضعه بعد الاعتداء على البيت وسكانه" خلال اعتقاله.
من جانبه، قال ملثم، توسّط مجموعة مسلحين من "سرايا القدس"، إن القوات الإسرائيلية "أقدمت على جريمة بشعة باقتحام مخيم جنين واعتقال الشيخ بسام السعدي والاعتداء على أسرته".
توعد قائلاً: "لن نقف مكتوفي الأيدي، ولن نمرر هذا الحدث مرور الكرام، ردُّنا سيكون بحجم هذه الجريمة النكراء"، محملاً القوات الإسرائيلية "المسؤولية كاملةً" عن حياة السعدي.