عميدة “لبؤات الأطلس”: سنُعوض ضياع اللقب الإفريقي من المغرب.. وهذا ما نطمح إليه بكأس العالم

عربي بوست
تم النشر: 2022/08/02 الساعة 10:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/02 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
غزلان الشباك، عميدة المنتخب المغربي النسوي (مواقع التواصل الاجتماعي)

باتت غزلان الشباك، قائدة المنتخب المغربي النسوي ونادي الجيش الملكي لكرة القدم، "امرأة الساعة" في المغرب، والمرأة الأكثر شهرة بين جميع شرائح المجتمع المغربي وفئاته السنية، بعدما حملت منتخب بلادها على أكتافها خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم للسيدات التي جرت في ملاعب المغرب، وتوَّجت نجاحها في هذه البطولة باختيارها من قِبَل الكونفيدرالية الإفريقية للعبة "كاف" كأفضل لاعبة في الدورة.

حياة غزلان تغيَّرت بعد "الكان النسائي"، وصارت شخصية شهيرة، تحظى بالتقدير في المغرب، وأكدت اللاعبة في حوارها مع "عربي بوست" أن مكالمة العاهل المغربي معها في ختام المباراة النهائية التي فشلت خلالها "اللبؤات" في التتويج باللقب، قلبت حزنها فرحاً، حينها علمت أن اللاعبات فُزن بتقدير عاهل البلاد وشعبه، رغم عدم التتويج بالكأس القارية.

قائدة "اللبؤات" كشفت سبب عدم التوفيق في النهائي، وتحدثت عن المونديال النسوي الذي سيجرى الصيف المقبل بأستراليا ونيوزيلندا، كما أفصحت عن "خطتها" لتعويض ضياع اللقب القاري شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذكرت أيضاً الدور الكبير الذي لعبه والدها الراحل، العربي الشباك لاعب المنتخب الوطني في سبعينيات القرن الماضي، في بلوغها ما هي عليه اليوم.

غزلان الشباك عميدة المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم (Getty images)
غزلان الشباك عميدة المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم (Getty images)

كأس إفريقيا النسوية الأخيرة، صنعت جمهوراً عريضاً في المغرب للمنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات، تحولت بعده لاعبات المغرب إلى "نجمات" داخل المجتمع، ما الذي تغير في حياتك اليوم، بعد إسدال الستار على منافسات "كان 2022″؟

علاقتي بالجمهور تغيرت بشكل كبير، وصرت شخصية عامة تحظى بالكثير من الحب والتقدير والشهرة لدى الجماهير المغربية، وداخل المجتمع المغربي، لا سيما بين النساء، اللواتي لم يكنّ يهتممن بكرة القدم، غير أن تألقنا في كأس إفريقيا الأخيرة فتح شهيتهن ليزاحمن الرجال في مشاهدة المباريات خلف شاشات التلفزيون أو مباشرة في الملعب على المدرجات.

حضور النساء وسط الجماهير التي ساندتنا بقوة في كل مبارياتنا في المنافسات القارية كان قوياً ولافتاً، وهذا يدل على أن الجميع كان راضياً عنا، رغم عدم فوزنا باللقب، غير أن بلوغنا المباراة النهائية، لأول مرة في تاريخ الكرة النسوية المغربية والمغاربية عموماً، قدمنا كرة قدم جميلة، وأطحنا في طريقنا للنهائي بمنتخبات عتيدة وكبيرة.

حياتي لم تتغير كثيراً، أعيش كما كنت سابقاً، غير أنني بتُّ، كما بقية زميلاتي في المنتخب المغربي، شخصيات رياضية معروفة، تنعم بالحب والود من جميع شرائح المجتمع، وهذه نعمة أشكر الله عليها، وأتمنى أن أبقى دائماً عند حسن ظن الجماهير المغربية.

ما الذي كان ينقصكم للفوز بكأس إفريقيا؟

فقط الحظ، بل قليل منه كان كافياً لنفوز بلقب تاريخي، للأسف مررنا بجانب الكأس، التي كنا نود بشدة الاحتفاظ بها في المغرب وعدم السماح بخروجها منه، لكننا لم نكن محظوظات في المباراة النهائية، المنتخب الجنوب إفريقي لم يكن أفضل منا، بدا جلياً أن لدينا مستوى متقارباً غير أننا انهزمنا في نهاية المطاف.

أظن أيضاً أن الحظ يقف غالباً بجانب الطرف الذي يمتلك تجربة أكبر، واللاعبات الجنوب أفريقيات متمرسات أكثر منا، وخضن الكثير من المباريات الإفريقية في أدوار متقدمة في نصف النهائي والنهائي، نحن لعبنا مباراتنا النهائية الأولى في تاريخ المنتخب المغربي السنوي، بل لم يسبق أن تجاوز منتخب "لبؤات الأطلس" الدور الأول في مشاركتيه السابقتين الوحيدتين في "الكان"، ورغم كل ذلك بدونا في ثوب البطلات وقدمنا مستوى مشرفاً جداً.

بعد المباراة النهائية، لم تكوني سعيدة وأنت تتسلمين جائزة أفضل لاعبة في كأس إفريقيا للأمم للسيدات، فقدان اللقب أضاع عليك الفرحة؟

لم أستمتع بالجائزة رغم أهميتها، تحقيق تتويج جماعي للمنتخب المغربي، وإسعاد الجماهير التي لم تبخل علينا بدعمها، كان أهم عندي من كل الجوائز الفردية. طموحي الشخصي تحقق ونلت لقب أفضل لاعبة إفريقية، وهذا أمر جميل وحلم كل لاعبة أن تكون الرقم واحد في مجالها، غير أن فرحتي لم تكتمل، لم يكن بوسعي أن أشعر بالسعادة، بعد ضياع اللقب بتلك الطريقة، لكن في المقابل، كانت مفاجأتي كبيرة جداً، حينما أخبروني أن عاهل البلاد الملك محمد السادس يريد التحدث معي على المحمول، هذه المكالمة هي الشيء الوحيد الذي أعاد إليَّ الروح، فملك البلاد كان سعيداً بما قدمناه في البطولة، وقال إنه فخور بنا، واعتبرنا بطلات رغم عدم فوزنا بالكأس، وهذا تماماً ما كنا نسعى إليه ونقاتل من أجله طيلة المنافسات، صحيح أننا أضعنا اللقب القاري، لكننا فزنا بقلوب المغاربة، وحظينا بحب ملك المغرب وشعبه، وهذا منتهى ما كنا نطمح له في نهاية المطاف.

شاهدت مباريات كأس أوروبا لكرة القدم النسائية التي أسدل عليها الستار أخيراً، وجميعنا شاهد المستوى الكبير الذي بلغته المنتخبات الأوروبية، في رأيك، هل المنتخب المغربي قادر على مقارعتها في كأس العالم المقبل؟

طبعاً تابعت مباريات كأس أمم أوروبا للسيدات، وأعرف مسبقاً أن لديها مستوى عالياً جداً، سبق لنا خوض الكثير من المباريات الإعدادية أمام منتخبات وأندية أوروبية، لكن هذا لا يعني أننا غير قادرين على الوقوف أمامها نداً للند، مستوانا يتطور بسرعة مذهلة، فقبل كأس إفريقيا قليلون جداً من كانوا يراهنون علينا لبلوغ المباراة النهائية، وأقل منهم من كان ينتظر مستوى كبير كالذي قدمناه في البطولة، سنواصل الاشتغال استعداداً لنهائيات كأس العالم، المقرر الصيف المقبل (أغسطس/آب 2023) بأستراليا ونيوزيلندا، سنسافر إلى هناك من أجل الدفاع عن حظوظنا كاملة في رسم مسار موفق والسير إلى أبعد نقطة ممكنة، لدينا من الإمكانيات ما يكفي لذلك، ولدينا متسع من الوقت لنتحسن أكثر ونصحح أخطاءنا لنكون في قمة جاهزيتنا في المونديال.

قبل المونديال، ستكون غزلان على موعد مع دوري أبطال إفريقيا أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كقائدة لنادي الجيش الملكي، هل تعتقدين أن الفريق العسكري قادر على "تعويض" ضياع كأس إفريقيا للمنتخبات، بلقب إفريقي على مستوى الأندية؟

على عكس كأس إفريقيا للمنتخبات، سيدخل الجيش الملكي مرشحاً بقوة للفوز باللقب، سيما أن جل لاعبات الجيش يُشكلن العمود الفقري للمنتخب المغربي (14 لاعبة)، أنهينا النسخة الماضية في الرتبة الثالثة، لم نكن نملك حينها أي تجربة مسبقة خارج المغرب، لكن الوضع تغير الآن وبات لدينا من الخبرة ما يكفي لندخل المسابقة بهدف انتزاع اللقب، خضنا النسخة الماضية، ولعبنا كأس إفريقيا للمنتخبات، وباتت لاعبات الجيش الملكي جاهزات للتحدي، كما أننا سنحاول استغلال عاملي الأرض والجمهور، لأن المسابقة ستجرى على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط أمام أنصارنا، وهو الملعب ذاته الذي احتضن جميع مبارياتنا في كأس إفريقيا للأمم الاخيرة، هذه المرة لن نسمح بخروج الكأس من المغرب، وسنستفيد من أخطائنا السابقة.

غزلان الشباك اليوم، هي نجمة كرة القدم النسائية الأولى في المغرب، حدثينا عن بداياتك وعن الصعوبات التي قابلتها في طريقك؟

بدأت لعب كرة القدم مبكراً وأنا طفلة ذات 8 سنوات، ملهمي كان دوماً والدي الراحل اللاعب الدولي العربي الشباك، كنت أمارس هوايتي المفضلة كرة القدم في الشوارع مع الصبيان، بعدها انضممت لفريق الحي، بتشجيع من والدي الذي رأى فيّ بعين الخبير، موهبة كروية قادمة، وعكس غالبية الآباء، لم يقف في وجه هوايتي، وسمح لي بأن ألعب كرة القدم في أزقة مدينة الدار البيضاء مع أبناء الحي، بل كان يشجعني ويدعمني، كنت الفتاة الوحيدة بين الذكور التي تلعب الكرة في الحي، ولم تأبه أسرتي بالقيل والقال، لأنها أسرة رياضية، محصنة ضد هذا النوع من التفكير الذي يرى أن كرة القدم ليست للفتيات، بل واكبني أبي وقام بتوجيهي إلى أندية كرة قدم نسائية تعلمت فيها الكثير، حتى وصلت إلى نادي الجيش الملكي، أنجح فريق نسائي في المغرب، إذ سيطرنا في السنوات على الأخيرة على كل الألقاب المحلية.

علامات:
تحميل المزيد