أعلن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الإثنين 2 أغسطس/آب 2022، أن القوات الأمريكية قتلت زعيم "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، باستهداف منزله في العاصمة الأفغانية كابول، مشيراً إلى أن السلاح الذي قُتل به هو صاروخ "هيلفاير".
مثلت هذه العملية أقوى ضربة للتنظيم منذ أن قُتل زعيمه السابق، أسامة بن لادن، في عام 2011، ولم تحتج الولايات المتحدة إلى قوات على الأرض لتنفيذ مهمة قتل الظواهري كما فعلت سابقاً في عملية استهداف بن لادن.
صاروخ بقدرات عالية
صاروخ "هليفاير" طراز حديث من الصواريخ الأمريكية التي يمكن استخدامها من خلال الطائرات المسيّرة، ويطلق عليه اسم "R9X".
ما يميّز صواريخ "هليفاير" أنها لا تنفجر، بل تنشر شفرات حادة، تصدم أهدافها "مثل الرمح السريع".
على خلاف صواريخ "هيلفاير" التقليدية، فإن صاروخ "R9X" مصمم بست شفرات طويلة لا تبرز من الصاروخ إلا قبل ثوان من الارتطام، ولا يحتوي "R9X"، الملقّب بـ"السكين الطائر"، على رأس حربية.
كان ضباط أمريكيون قد تحدثوا لصحيفة Wall Street Journal في وقت سابق، وقالوا إن الهدف من صواريخ "هيلفاير" الحد من الخسائر البشرية الجانبية في العمليات التي تنفذها الاستخبارات الأمريكية، على أمل قتل الشخص المستهدف فقط بالمقام الأول.
يُشار إلى صاروخ "هليفاير" داخل أوساط الجيش الأمريكي بالعامية باسم "جينسو الطائر"، نسبة إلى أحد أنواع السكاكين الشهيرة، كما يُطلق عليه أيضاً لقب "قنبلة النينجا".
كان مراسلو الحرب قد تكهنوا منذ فبراير/شباط 2017 على الأقل، بامتلاك الجيش الأمريكي نوعاً جديداً من الأسلحة، عند ظهور صور مقتل "أبو الخير المصري"، القيادي بتنظيم القاعدة في سوريا.
وقتها ظلت سيارة المصري، سليمة على نحو مذهل بعد غارة لإحدى الطائرات من دون طيار التابعة للمخابرات الأمريكية، وتبين أن الهجوم كان باستخدام هذا الصاروخ.
تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الصاروخ "هليفاير" طُور في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في محاولة للحد من الوفيات بين المدنيين، وجارٍ العمل على تطويره منذ عام 2011 على الأقل.
تعتقد الصحيفة أن الصاروخ "R9X" استخدم مرات عدة حول العالم، بما في ذلك في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال.
كانت تقارير غربية قد رجحت بأن يكون القائد السابق لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني"، قاسم سليماني قد قُتل في بداية عام 2020 في العاصمة العراقية بغداد، بصواريخ من طراز "هليفاير"، لا سيما مع ظهور صور أظهرت أشلاءً من جسده.
أيضاً سبق للولايات المتحدة أن استخدمت هذه الصواريخ في غارة نفذتها ضد عنصرين من الجهاديين في سوريا، على بعد 16 كيلومتراً فقط من موقع مقتل "أبو بكر البغدادي"، الزعيم السابق لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في ديسمبر/كانون الأول 2019.
يُشار إلى أن الظواهري، وهو طبيب مصري، تحول إلى أحد أكبر المطلوبين في العالم بعد اتهامه بتدبير هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة، التي أودت بحياة قرابة 3 آلاف شخص، وظل متوارياً عن الأنظار منذ ذلك الحين.
تسلّم الظواهري زعامة "تنظيم القاعدة" بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وقد خصصت الولايات المتحدة جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.