قالت صحيفة The Times البريطانية، السبت 30 يوليو/تموز 2022، إن تايوان أخفت طائراتها المقاتلة الأكثر تقدماً خلف "جدار من الجرانيت" في عمق جبل، بعيداً عن مراقبة الجارة الصين؛ استعداداً لأية هجمات محتملة، قبل أن تكشف عن موقع المكان بالتفصيل مؤخراً.
يقع المكان الذي خبأت فيه تايوان طائراتها في مجمع ضخم فوق قاعدة تشياشان الجوية في هوالين على الجانب الشرقي من الجزيرة، وهو يعادل منشأة جبل شايان العسكرية الأمريكية الواقعة بولاية كولورادو، والتي بُنِيَت لتكون مخبأً تحت الأرض أثناء الحرب الباردة لمراقبة أي هجوم صاروخي نووي سوفييتي.
وتؤكد طبقات الحماية، التي تخفي مقاتلات الخطوط الأمامية للقوات الجوية التايوانية، على الاستعداد المستمر الذي تحتاجه الجمهورية المُعلَنة من جانب واحد لغزو محتمل من الصين، على بعد 100 ميل (16 كيلومتراً) فقط من أقرب نقطة لها عبر مضيق تايوان.
وفي انتهاك لقواعد السرية التقليدية، عرضت تايوان حظائر الطيران المُخبَأة عميقاً خلال مناورة عسكرية. وكشفت الصور النادرة عن بيئة معقدة تشبه الكهف؛ حيث شوهد المشغلون وهم يسلحون طائرات مقاتلة بصواريخ "هاربون" المتقدمة المضادة للسفن.
على الرغم من أنَّ بناء مجمع الخندق قد بدأ منذ سنوات، إلا أنَّ نشر الصور بدا وكأنه يهدف إلى التأكيد على ثقة الحكومة التايوانية في أنه بغض النظر عمّا سيطلقه جيش التحرير الشعبي الصيني عليهم، سواء كانت صواريخ باليستية أو صواريخ كروز، فإنَّ المجمع المحصن في تشياشان سيصمد.
في السياق، قال إيان إيستون، كبير مديري معهد Project 2049 في أرلينغتون بولاية فيرجينيا: "المقاتلون مختبئون حرفياً خلف جدار من الجرانيت". ويُعتبَر إيستون مرجعاً معترفاً به فيما يتعلق برؤية الصين في أن تصبح قوة عظمى عسكرية واقتصادية بحلول عام 2049، التي تتضمن إعادة توحيد تايوان وفقاً لشروطها.
وقال إيستون: "لكن تايوان بنت أيضاً أغطية أرضية ضخمة أمام أبواب المجمع تحت الأرض، بحيث لا يكون هناك مجال رؤية واضح للصواريخ الباليستية أو صواريخ كروز الصينية".
ويُرجِح إيستون أنَّ الصين تعمل الآن على تسريع خططها الخاصة بتايوان.
وتوفر قاعدة تشياشان، وهي أحد المواقع العديدة المحصنة، لتايوان أيضاً مركز قيادة آمناً ومقراً بديلاً للشخصيات الحكومية الأساسية في وقت الحرب، بالإضافة إلى استضافة 160 مقاتلة نفاثة متطورة تشمل طائرات "إف-16 فايبر"، التي سيتعين عليها مواجهة المقاتلة الشبح الصينية "جي-20" من الجيل الخامس في حالة اندلاع أعمال عدائية.
ويتزامن هذا الكشف مع استمرار التوترات بين بكين وواشنطن بشأن زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكية، المتوقعة في الأسبوع المقبل إلى تايوان. وأصدرت بكين تحذيرات صارمة لواشنطن بشأن الزيارة المحتملة.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه يريد حلاً دبلوماسياً لتايوان مع الاحتفاظ بخيار استخدام القوة. وعلّق إيستون أنَّ حساباته ربما تغيرت الآن.