في خطوة أثارت جدلاً عالمياً وقلقاً غربياً، نشر الجيش الصيني على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي Weibo فيديو لاستعدادات قواته، علق عليه بعبارة "استعِدوا للحرب"، ما أثار جدلاً عالمياً حول الرسالة التي تسعى بكين لإيصالها.
الفيديو الذي نشره الجيش الصيني يُظهر استعراضاً للمجموعة الثمانين القتالية للجيش الصيني، فيما أرفق الفيديو بعبارة "استعِدوا للحرب"، ليعيد إلى الأذهان كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهيرة في خطابه الذي ألقاه قبل انطلاق حرب أوكرانيا بأيام وهي "أوراا" والتي تعني إيذان الاستعداد للحرب.
ويأتي هذا وسط توترات بين الصين وأمريكا، التي تستعد رئيس مجلس الشيوخ بها إلى زيارة تايوان، والتي حذرت منها بكين في وقت سابق، قائلة إن زيارة بيلوسي إلى الجزيرة ستشعل حرباً بها.
وأثار المنشور تفاعلاً واسعاً على موقع ويبو، حيث علق عشرات آلاف المتابعين من الصين بحماس، معبرين عن دعمهم لجيشهم، فيما قال بعض المحاربين القدامى إنهم مستعدون دائماً للعودة إلى جيش التحرير الشعبي متى احتاجتهم البلاد.
وعلى الجانب الآخر من العالم يشعر العديد من السياسيين الغربيين بالقلق، بسبب زيارة بيلوسي إلى تايوان، فيما اعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن بكين تهدد أمريكا، وترسل رسالتها التحذيرية الأخيرة بشأن زيارة بيلوسي لتايوان، والتي قد تشعل حرباً جديدة في العالم.
الصين تحذر أمريكا
يأتي هذا بعد أن حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ، نظيره الأمريكي جو بايدن من "اللعب بالنار" فيما يخص قضية تايوان، وذلك خلال اتصال هاتفي "صريح"، وفق بيان نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية.
وستبدأ بيلوسي جولتها الآسيوية، الجمعة المقبل، وستزور خلالها اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا، والرحلة إلى تايوان "مؤقتة" في جدولها، وتتبنى بكين مبدأ "الصين الواحدة"، وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال.
وفي حال زيارة بيلوسي إلى تايوان فستكون هذه أول زيارة يجريها رئيس لمجلس النواب الأمريكي منذ 25 عاماً، بعد رحلة الجمهوري نيوت غينغريتش عام 1997 للقاء الرئيس التايواني آنذاك لي تنغ هوي.
وتشهد العلاقات بين بكين وتايوان توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها "الحزب القومي" على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين "الجمهورية الصينية" في الجزيرة.
ولا تعترف بكين باستقلال تايوان، وتعتبرها جزءاً من الأراضي الصينية، وترفض أية محاولات لسلخها عنها، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.