استهدف هجوم بأربعة صواريخ محيط القنصلية التركية في مدينة الموصل في شمالي العراق، ليل الثلاثاء-الأربعاء 27 يوليو/تموز 2022، على ما أفاد به مصدر أمني وكالة الأنباء الفرنسية، مسفراً عن أضرار مادية في الحي من دون أن يُوقع قتلى أو جرحى.
جاء الهجوم بعد أيام من اتهام العراق لتركيا بقصف منتجع سياحي، ما أودى بحياة 9 مدنيين وإصابة 23 آخرين بجروح. وعلى إثر ذلك طالب العراق تركيا بسحب قواتها من أراضيه، واستدعى القائم بأعماله من أنقرة، معتبراً ما حصل "انتهاكاً صارخاً" لسيادته.
بينما نفت أنقرة من جهتها مسؤوليتها عن الهجوم، متهمةً مقاتلي حزب العمال الكردستاني PKK بالمسؤولية عنه، وهو تنظيم تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون بأنه "إرهابي"، ويشنّ تمرداً ضدّها منذ العام 1984.
فيما قال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن "أربعة قذائف هاون سقطت في محيط القنصلية التركية في الموصل في منطقة الحدباء، لكن لا توجد أضرار بشرية، فقط أضرار مادية بسيطة".
من جهتها قالت وزارة الخارجية التركية إنها لم تُسجّل أية خسائر بالأرواح في الاعتداء المسلح على قنصليتها في مدينة الموصل العراقية، وأضافت: "ندين بشدة هذا الهجوم، ونطلب محاسبة المسؤولين عنه في أقرب وقت ممكن".
استهداف القنصلية التركية بالموصل
تقع القنصلية التركية في منطقة سكنية، يقطنها مدنيون. وظهرت أضرار على سيارة مدنية متوقفة في المكان على بعد حوالي مئة متر من مقر القنصلية، بحسب مصور فيديو في وكالة فرانس برس كان في المكان، فيما كانت نوافذ أحد المنازل محطمة.
كما أكّد النائب عن محافظة نينوى شيروان دوبرداني من جهته، "سقوط 4 صواريخ على محيط القنصلية في منطقة شقق الحدباء، شمال الموصل"، مضيفاً أن القصف أسفر "عن أضرار مادية أصابت عدداً من سيارات المواطنين".
بينما جدّد العراق، الثلاثاء، تنديده خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت لمناقشة "العدوان على محافظة دهوك"، وفق بيان صادر عن الخارجية العراقية، "بالتواجد غير الشرعي للقوات العسكرية التركية في الأراضي العراقية".
فيما شجب العراق على لسان وزير خارجيته فؤاد حسين "قرار البرلمان التركي، الذي اتخذه في أكتوبر/تشرين الأول 2021، لتمديد وجود قواته في العراق لمدة سنتين".
كما دعا العراق المجلس "بموجب المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال إصدار قرار عاجل يُلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية المحتلة من كامل الأراضي العراقية".
تركيا تحمّل المسؤولية لـ"التنظيمات الإرهابية"
شدّد القائم بالأعمال في الممثلية الدائمة لتركيا بالأمم المتحدة أونجو كتشلي، على أن سيادة العراق ووحدة أراضيه تنتهكهما المنظمات الإرهابية وليس تركيا.
جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن الدولي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، تعليقاً على الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي، واستهدف منتجعاً سياحياً في محافظة دهوك شمالي العراق.
أكد المسؤول التركي أن بلاده حرصت دائماً على دعمها القوي لسيادة العراق وسلامته الإقليمية. وأشار إلى أن أنقرة تواصلت مع بغداد وحكومة إقليم كردستان شمال العراق مباشرة بعد الهجوم، وأعربت عن استعدادها لاتخاذ خطوات لكشف الحقيقة.
أضاف أن "تركيا تحافظ دائماً على دعمها القوي لسيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره وازدهاره". وتابع: "سيادة العراق ووحدة أراضيه تنتهكهما المنظمات الإرهابية وليس تركيا".
كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 25 يوليو/تموز، أن بلاده من المستحيل أن تُنفذ عملاً عدائياً ضد أشقائها العراقيين، مبيناً أن هجوم دهوك أظهر الوجه الحقيقي لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي.
حيث قال في مقابلة مع قناة "تي آر تي" الحكومية: "رأينا مجدداً الوجه الحقيقي لتنظيم بي كي كي الإرهابي"، مبيناً أن الهجوم يشبه الأعمال الإرهابية المعتادة التي يشنها "بي كي كي" وذراعاه في سوريا "واي بي جي" و"بي واي دي".