تحاول الصين منع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من إصدار تقرير عن قمع أقلية الإيغور في إقليم شينجيانغ، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022.
الصحيفة أشارت إلى أن بكين وزعت رسالة إلى البعثات الدبلوماسية في جنيف، حيث يقع مقر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان؛ لحشد الدعم لطلبها بمنع إصدار التقرير.
وتنص الرسالة على أنَّ الوثيقة "ستكثف تسييس مجال حقوق الإنسان، وتقوض مصداقية مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، وتضر بالتعاون بين المفوضية والدول الأعضاء"، مضيفة أنَّ الصين تحث المفوضة السامية للأمم المتحدة المنتهية ولايتها ميشيل باشيليت "على عدم نشر" التقرير.
ووفقاً للصحيفة، فإن الصين تعرضت لإدانة على نطاق واسع بسبب معاملتها لمسلمي الإيغور في أقصى غرب شينجيانغ، بما في ذلك اعتقال الملايين منهم في "معسكرات إعادة التثقيف"، وتعريضهم للعمل القسري والعنف الذي وصفه النقاد بأنه "إبادة جماعية".
وفي مايو/أيار، عندما توجهت المفوضة الأممية باشيليت إلى الصين في زيارة مدتها 6 أيام، أصدر تحالف من المنظمات الإعلامية، بما في ذلك هيئة BBC البريطانية، ملفاً من وثائق رسمية تعرضت للاختراق، التي أظهرت أنَّ الحراس يطبقون سياسة إطلاق النار المفضي للقتل ضد أي شخص حاول الهروب من المعسكرات. وكشفت أيضاً أنَّ الرئيس الصيني شي جين بينغ نفسه أمر بتوسيع المرافق لتستوعب ما يصل إلى مليوني شخص.
الصين تزعم دعم 100 دولة لها في الإقليم
من جهته، زعم ليو يوين، من البعثة الدبلوماسية الصينية في جنيف، أنَّ ما يقرب من 100 دولة أعربت عن دعمها للصين بشأن شينجيانغ و"اعتراضها على التدخل في الشؤون الداخلية للصين بحجة حقوق الإنسان". ورفض الكشف عمّا إذا كانت الرسالة قد تلقت رداً من الأمم المتحدة.
ووعدت باشيليت بزيارة شينجيانغ بعد أن تولت منصبها في 2018 للنظر في "مزاعم مزعجة للغاية بوقوع اعتقالات تعسفية واسعة النطاق". ومع ذلك، فقد استغرق تنظيم زيارتها سنوات، وانتهت بانتقاد واسع النطاق لضعف مسار الرحلة، وفشل المفوضة في إدانة سياسات الصين.
وبعد زيارتها، رددت باشيليت المصطلحات التي تستخدمها الصين لوصف معسكرات الاعتقال، قائلة إنها أثارت مزاعم سوء المعاملة مع المسؤولين الصينيين، لكنها لم تتمكن من تقييم "النطاق الكامل لمراكز التدريب المهني والتعليمي".
وقالت: "خلال زيارتي، أكدت لي الحكومة أنها فكّكت مراكز التدريب المهني والتعليمي".
وواجهت باشيليت ضغوطاً متزايدة لتستقيل، وبعد أيام، أعلنت أنها لن تترشح لولاية ثانية في المنصب؛ لأسباب شخصية، وقالت إنها اتخذت هذا القرار قبل سفرها إلى الصين.
وأكدت المفوضة مجدداً أنها تنوي إصدار تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن شينجيانغ قبل مغادرتها. وأكدت أنَّ الحكومة الصينية ستتاح لها الفرصة للتعليق على المسودة وتقديم مدخلات.
ومن المقرر أن تترك باشيليت (70 عاماً) منصبها في 31 أغسطس/آب. ولم يُعيَّن خليفة لها حتى الآن. ونفت الصين هذه المزاعم وقالت إنَّ سياساتها مصممة لمواجهة "التطرف الإسلاموي".