تحصي دول غرب أوروبا الأضرار بعد موجة حر مصحوبة بحرائق مدمرة، وسجلت بلدان خسائر بشرية ومادية فادحة، كالبرتغال التي أعلنت السلطات فيها عن وفاة أكثر من ألف شخص جراء موجة الحر، وإسبانيا التي مات فيها المئات.
موجة الحر التي ضربت دول غرب أوروبا في الأيام الأخيرة، خصوصاً إسبانيا والبرتغال وبريطانيا وفرنسا، حطمت العديد من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، وهي ثاني ظاهرة حرارة شديدة خلال شهر واحد تقريباً في أوروبا.
مديرية الصحة العامة في البرتغال أعلنت عن وفاة 1063 شخصاً بسبب موجة الحر، خلال الفترة بين 7 و18 يوليو/تموز 2022، حسبما نقل موقع "البرتغال نيوز" الأربعاء 20 يوليو/تموز 2022.
إسبانيا سجلت هي الأخرى خسائر كبيرة، وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، اليوم الأربعاء، إن موجة الحر التي ضربت البلاد لنحو عشرة أيام تسببت بمقتل "أكثر من 500 شخص".
كذلك أفادت بيانات أولية نشرتها وكالة الأرصاد الجوية الوطنية، بأن موجة الحر التي ضربت إسبانيا كانت الأشد على الإطلاق في البلاد.
بريطانيا هي الأخرى لقي فيها 13 شخصاً على الأقل حتفهم غرقاً في أثناء ممارستهم السباحة في ظل موجة شديدة الحرارة، وأمس الثلاثاء كان أكثر الأيام التي عملت فيها خدمة إطفاء لندن منذ الحرب العالمية الثانية، عندما تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية للمرة الأولى.
تسبب ارتفاع درجات الحرارة باشتعال حرائق دمرت عشرات المباني في العاصمة، كما وصلت ألسنة اللهب إلى أراضٍ عشبية جافة على جانبي خطوط السكك الحديدية والطرق.
الوزير البريطاني كيت مالثوس، قال للبرلمان اليوم الأربعاء، إن 41 عقاراً على الأقل لحقت بها أضرار بالغة في لندن وأكثر من عشرة عقارات بأماكن أخرى في بريطانيا.
كذلك وألغيت أو تأجلت رحلات قطارات من لندن إلى شمال إنجلترا؛ بعدما أدى حريق نشب بالقرب من مدينة بيتربرو بوسط إنجلترا، إلى إتلاف معدات الإشارات.
كما أسفرت حرائق أخرى في شبكة القطارات عن الإضرار بالقضبان والأسلاك العلوية، وذكر مكتب الأرصاد الجوية أنه تم تسجيل درجة حرارة قياسية في منطقة كونينجسبي الواقعة وسط إنجلترا أمس الثلاثاء، بلغت 40.3 درجة مئوية.
حرائق واسعة في أوروبا
تُشير وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن أغلب أنحاء أوروبا تشهد موجة حر شديدة منذ أكثر من أسبوع، بلغت فيها درجات الحرارة نحو 45 في بعض المناطق واندلعت بسببها حرائق غابات.
فمنذ 12 يوليو/تموز 2022 يشتعل حريقان في جيروند، وهي مقاطعة بجنوب غربي فرنسا على سواحل المحيط الأطلسي، حيث دمرت الحرائق 20600 هكتار من الغابات، كما دمر حريق في بلدة لانديراس 13600 هكتار من الغابات، وأتى حريق في لا تيست دو بوش على 7000 هكتار.
أيضاً اندلعت العديد من الحرائق في أماكن أخرى بأوروبا، منها قرية في شرق لندن الثلاثاء 19 يوليو/تموز 2022، وامتد الحريق على مساحة 40 هكتاراً تضم منازل ومباني زراعية وكراجات. وتم إجلاء 14 شخصاً بسبب الكارثة التي لم يُحدد مصدرها.
في اليونان، وبعد ليلة صعبة، تم نشر الإمكانات الجوية مرة أخرى، اليوم الأربعاء، لإخماد حريق ينتشر عند سفح جبل بينتيلي في شمال أثينا ويهدد منازل.
جاء ذلك بينما لا يزال نحو 500 من عناصر الإطفاء و120 مركبة وتسع طائرات وعشر مروحيات في حالة تأهب؛ لمحاولة إخماد النيران التي تلحق بعدة ضواحٍ من العاصمة حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص.
يُعتبر ارتفاع درجات الحرارة نتيجة مباشرة لأزمة المناخ وفق العلماء، مع زيادة شدة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومدتها وتواترها.