قالت وزارة السياحة والآثار المصرية الجمعة 15 يوليو/تموز 2022 إن بعثة تنقيب تابعة للمعهد التشيكي لعلم المصريات، اكتشفت مقبرة لقائد عسكري في منطقة أبو صير الأثرية بمحافظة الجيزة، يعود تاريخها لأواخر الأسرة السادسة والعشرين وأوائل الأسرة السابعة والعشرين في مصر القديمة.
حيث قالت الوزارة في بيان إن المقبرة لشخص يُدعى واح-إيب-رع مري نيت، وكان يشغل وظيفة "قائد الجنود الأجانب"، مما يشير إلى "أول عصور العولمة الحقيقية في العالم القديم".
مقبرة لقائد الجنود الأجانب
نقل البيان عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، قوله إن البئر الرئيسية للمقبرة يبلغ عمقها ستة أمتار، وتنقسم إلى عدة أجزاء، تفصل بينها جسور منحوتة في الصخر الطبيعي للمنطقة.
أضاف أنه في منتصف البئر الرئيسية تم حفر بئر أخرى أصغر، لكنها أعمق، تم استخدامها كبئر أساسية لدفن صاحب المقبرة.
كما أوضح أن تصميم هذه المقبرة البئرية ليس له مثيل متطابق في مصر القديمة "إلا أنه على الرغم من ذلك يتشابه تصميمها المعماري جزئياً مع مقبرة ودجا حور رسنت، المنقورة في الصخر، والتي تقع بالقرب من المقبرة المكتشفة حديثاً، وكذلك تشبه ما تسمى بمقبرة كامبل في الجيزة".
يُذكر أن منطقة أبو صير الأثرية، التي اشتق اسمها من الاسم المصري القديم "بر أوزير"، ومعناه مقر الإله أوزير، تشتهر بالأهرامات التي تُهدم معظمها بفعل الزمن، وكذلك بالمعابد التي لا يزال بعضها قائماً إلى الآن.
سرقة مقبرة قائد الجنود الأجانب
من جانبه، قال مارسلاف بارتا، رئيس البعثة التشيكية، إن الدراسات المبدئية التي أجريت على المقبرة كشفت عن تعرضها للسرقة في أواخر العصور القديمة.
أضاف أن اللصوص قاموا بعمل فتحة بالجزء الغربي من التابوت الخارجي لصاحب المقبرة، كما حطموا الجزء العلوي من غطاء التابوت البازلتي، والذي يمثل وجه المتوفى.
في حين أشار إلى أنه رغم تعرض المقبرة للسرقة عثرت البعثة على العديد من اللقى الأثرية السليمة، التي كانت جزءاً من المتاع الجنائزي للمتوفى، ضمنت 402 تمثال أوشابتي مصنوع من الفاينس وإناءين كانوبيين مصنوعين من الألباستر، بالإضافة إلى نموذج من الفاينس لمائدة قرابين، وعشرة أكواب رمزية، وأوستراكا من الحجر الجيري منقوش عليها نصوص دينية هيراطيقية مكتوبة بالحبر الأسود.