تناقش إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلغاء حظرها على المبيعات الأمريكية للأسلحة الهجومية للسعودية، لكن من المتوقع أن يتوقف أي قرار نهائي على إحراز الرياض تقدماً نحو إنهاء الحرب في اليمن، وفقاً لما قاله 4 أشخاص مطلعين لوكالة رويترز، الإثنين 11 يوليو/تموز 2022.
أشارت المصادر- التي لم تذكر الوكالة أسماءها- قبل زيارة بايدن للمملكة هذا الأسبوع، إلى أن مسؤولين سعوديين كباراً حثوا نظراءهم الأمريكيين على إلغاء سياسة بيع الأسلحة الدفاعية فقط إلى الرياض التي تُعد أكبر شريك لواشنطن في الخليج، وذلك خلال عدة اجتماعات عقدت بالرياض وواشنطن في الأشهر الأخيرة.
أفاد أحد المصادر بأنه من بين المرات التي أثار فيها المسؤولون السعوديون الطلب كانت خلال زيارة نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان لواشنطن في مايو/أيار.
كذلك قال مصدران إن المناقشات الداخلية الأمريكية غير رسمية، وفي مرحلة مبكرة، وأنه ليس هناك قرار وشيك.
بدوره قال مسؤول أمريكي لـ"رويترز" إنه "لا توجد مناقشات تجري مع السعوديين بشأن الأسلحة الهجومية في هذا الوقت"، في حين قال شخص مطلع على الأمر بواشنطن إن الإدارة بدأت مناقشات داخلية حول إمكانية إلغاء القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة للسعودية ولكنها أشارت إلى أنها لم تصل إلى مرحلة اتخاذ القرار.
من جانبها، لم ترد الحكومة السعودية على طلب للتعليق حول ما قالته مصادر رويترز.
يأتي هذا بينما يستعد بايدن للقيام برحلة دبلوماسية حساسة إلى الشرق الأوسط، وأشار إلى أنه يتطلع إلى إعادة ضبط العلاقات المتوترة مع السعودية، في وقت يريد فيه زيادة إمدادات النفط الخليجية، إلى جانب تعزيز العلاقات الأمنية العربية مع إسرائيل لمواجهة إيران.
تُشير وكالة رويترز إلى أنه داخل الولايات المتحدة، من المؤكد أن يثير أي تحرك لإلغاء القيود المفروضة على الأسلحة الهجومية للسعودية معارضة في الكونغرس، وضمن ذلك من أعضاء حزب بايدن الديمقراطيين، والجمهوريين المعارضين، الذين انتقدوا السعودية بشدة، حسبما قال مساعدون في الكونغرس.
كان بايدن وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه في أوائل العام الماضي، قد اتخذ موقفاً أكثر صرامة تجاه حملة السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، والتي أدت إلى وقوع خسائر فادحة بصفوف المدنيين، وكذلك سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان، لا سيما مع مقتل جمال خاشقجي الصحفي بـ"واشنطن بوست" والمعارض السياسي عام 2018.
سبق أن ندد بايدن عندما كان مرشحاً للرئاسة، بالسعودية ووصفها بـ"المنبوذة"، بحسب تعبيره، وأعلن في فبراير/شباط 2021، وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن وضمن ذلك "مبيعات الأسلحة ذات الصلة".
شعرت السعودية، التي تُعد أكبر زبائن السلاح الأمريكي، بغضب من تلك القيود، التي جمدت نوع مبيعات الأسلحة التي ظلت الإدارات الأمريكية السابقة تزود بها الرياض لعقود.
إلا أن بايدن خفف موقفه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، والذي دفع الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى إلى مناشدة السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، ضخ كميات أكبر من النفط لتعويض فقد الإمدادات الروسية.
يُذكر أن البيت الأبيض أشاد أيضاً بالسعودية؛ لموافقتها في أوائل يونيو/حزيران 2022، على أن تمدد لمدة شهرين الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن مسرح أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتريد واشنطن الآن أن يتحول ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار.