يخطط البرلمان الألماني (البوندستاغ) لأداء دوره في مواجهة أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق في البلاد، عن طريق قطع إمدادات المياه الساخنة عن الحمامات، وإطفاء الأنوار حيثما أمكن ذلك، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
ويُتوقَّع من أعضاء البرلمان أن يكونوا قدوة للجمهور؛ إذ تُشجَّع الأسر على توفير أكبر قدر ممكن من الحرارة والطاقة تحسباً لنقص الغاز خلال فصل الشتاء؛ إذ ارتفعت أسعار الكهرباء إلى مستويات قياسية هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تغلق روسيا، الاثنين 11 يوليو/تموز، خط أنابيب "نورد ستريم 1″، أحد أهم مصادر الغاز الطبيعي، لمدة 10 أيام على الأقل، وسط تكهنات بأنَّ الإغلاق قد يستمر لفترة أطول.
وهناك قلق متزايد من أنَّ ألمانيا قد لا تكون قادرة على تكديس احتياطيات غاز كافية لتأمين مخزونها خلال فصل الشتاء. في الوقت الحالي، أصبحت مرافق التخزين ممتلئة بنسبة 63%، لكن رفع هذا المخزون صار أبطأ من أي وقت مضى وبتكلفة متزايدة.
وفي حين أنَّ الشركات الصناعية "غير الأساسية" ستكون أول من يعاني من آثار أية تدابير لتقنين الغاز، فمن المحتمل أيضاً أن يتأثر الألمان العاديون.
فقد حذّر المستشار الألماني أولاف شولز من أنَّ الزيادات الحادة الوشيكة في فواتير التدفئة المنزلية قد تمثل "قنبلة اجتماعية"، مع توقع بعض مجموعات المستهلكين أنها يمكن أن تزيد بما يصل إلى 2000 يورو (2033 دولاراً أمريكياً) سنوياً لعائلة نموذجية مكونة من 4 أفراد. وقالت شركة Vonovia، أكبر مالكة لمناطق سكنية في البلاد، اليوم الجمعة 8 يوليو/تموز، إنها ستخفض منظمات الحرارة للمستأجرين إلى 17 درجة مئوية كحد أقصى في الليل.
ومن أجل عدم الظهور بمظهر البعيدين عن أرض الواقع، وضع البوندستاغ خطته الخاصة لتقليص استهلاك الطاقة لـ736 نائباً و5 آلاف موظف أو نحو ذلك يعملون في مختلف المباني البرلمانية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة الحكومية في برلين. ووفقاً لمسودة تسربت إلى صحيفة Der Tagesspiegel، تشمل الخطوة الأولى إيقاف تشغيل جميع الغلايات الفورية البالغ عددها 1800، والتي توفر الماء الدافئ لأحواض الاستحمام. وسيُخفَّض تكييف الهواء في الصيف وكذلك درجة الحرارة الداخلية من 22% إلى 20% في الشتاء لتوفير التدفئة. ودعا حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المُعارِض وزارات الحكومة الفيدرالية إلى أن تحذو حذوها.