صدرت مناشدات للجامعات البريطانية بالانتباه إلى حالات الاتجار بالبشر بعدما اختفى عدد من الضحايا الذين أُحضروا إلى بريطانيا بتأشيرات طلابية من فصولهم وتبين أنهم يعملون في ظروف استغلالية على بعد مئات الأميال، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 3 يوليو/تموز 2022.
ففي حالة حديثة، توقف طلاب هنود بجامعات غرينتش، وتشيستر، وتيسايد عن حضور المحاضرات بعد وقت قصير من وصولهم إلى المملكة المتحدة، وفقاً لتقرير صادر عن هيئة استقدام العمالة واستغلالها Gangmasters and Work Abuse Authority التي تُعرف اختصاراً بـGLAA، اطلعت عليه صحيفة The Observer.
وقد تبين لاحقاً أنهم يعملون بقطاع الرعاية في ويلز، وأنهم كانوا يعيشون في ظروف مزرية مع نحو 12 شخصاً في شقة بثلاثة أسرّة، ويعملون "حتى 80 ساعة في الأسبوع، وأحياناً بنظام الفترتين"، بأجور "أقل بكثير" من الحد الأدنى.
تقرير هيئة استقدام العمال قال: "كان حضور هؤلاء الطلاب في الجامعة محدوداً أو منعدماً، وفي بعض الحالات كان أشخاص آخرون يسجلون مكانهم في المحاضرات؛ لإعطاء انطباع بأنهم حاضرون".
وفي حالة أخرى، عُثر على طلاب يعيشون بعقار في برمنغهام، صودرت جوازات سفرهم وأجبروا على العمل في ظروف استغلالية، وفقاً لمنظمة Unseen UK، التي توفر خط اتصال لحالات العبودية الحديثة.
وتقول المنظمة إن هؤلاء الطلاب، وهم أيضاً من الهند ويتحدثون قليلاً من الإنجليزية، أُجبروا على العمل في نوبات على مدار 24 ساعة دون فترات راحة وكانت تُدفع لهم مبالغ زهيدة جداً لا تمكنهم حتى من شراء الطعام. وأحيلت هذه القضية إلى الشرطة.
دعوات للرقابة على تأشيرات الطلاب
وبعد الكشف عن هذه الحالات، ظهرت دعوات لتكثيف الرقابة على تأشيرات الطلاب، وتحذيرات للجامعات لتأخذ حيطتها، إذ قالت منظمة GLAA إن من الضروري مراجعة طلبات الطلاب والحضور ودفع الرسوم لاكتشاف حالات العبودية الحديثة.
من جانبه، وصف مختبر الحقوق بجامعة نوتنغهام، الذي يضم أكبر مجموعة من الباحثين بمجال العبودية الحديثة في العالم، تجنيد الطلاب من خارج المملكة المتحدة بأنه مجال عالي الخطورة في الجامعات البريطانية. وحذّر في تقرير حديث عن الجامعات من إمكانية استخدام تأشيرات الطلاب لتسهيل الاتجار بالبشر.
فيما قالت هيئة جامعات المملكة المتحدة Universities UK، التي تمثل 140 جامعة، إن مستويات الإساءة في نظام الطلاب منخفضة جداً وإن العديد من أعضائها "يقدمون فوق ما تطلبه وزارة الداخلية رسمياً" لمنع استغلال الطلاب. ومن الخطوات الإضافية التي توصي الجامعات باتخاذها لمنع الاستغلال الاتصال بمقدمي الطلبات قبل قبولها؛ لضمان مصداقية المتقدمين وزيادة مبلغ الدفعة الأولى من الرسوم.
بينما أوضحت جامعة تيسايد أنها تتبنى "نهجاً صارماً" لضمان سلامة وراحة الطلاب، وأنها تراقب حضور الطلاب وتوفر قنوات لهم لطلب الدعم.