تفاقم الغضب تجاه زعماء ليبيا، الجمعة 1 يوليو/تموز 2022، واقتحم محتجون مبنى البرلمان في مدينة طبرق بشرق البلاد، في حين نظم متظاهرون أكبر مظاهرة منذ سنوات في العاصمة طرابلس غرباً.
حيث قام متظاهرون في طبرق باقتحام المبنى وإضرام النار في أجزاء منه مع انسحاب القوات المسلحة المكلفة بحراسته، متهمين البرلمان بالخيانة وسرقة المال العام، بعد نحو ثماني سنوات على انتخابه.
في مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت وأكدها سكان المدينة، هلل المتظاهرون ورددوا هتافات بينما كانت ألسنة اللهب تلتهم جانباً من المبنى.
ومع تصارع الفصائل السياسية للسيطرة على الحكومة بعد فشلها في إجراء انتخابات كانت مقررةً العام الماضي، عادت ليبيا إلى الانقسام والحرب الأهلية مع انهيار خدمات الدولة تدريجيا.
أدى انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر إلى نزول المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن، متحدّين غضب الفصائل المسلحة، للتعبير عن غضبهم من الإخفاقات التي جعلت الحياة لا تطاق خلال أشهر الصيف الحارقة.
وفي ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس، احتشد المئات ورددوا هتافات تطالب بتوفير الكهرباء وتندد بالفصائل المسلحة وبالسياسيين وتطالب بإجراء الانتخابات في أكبر احتجاجات على النخبة الحاكمة في سنوات.
في وقت لاحق من الجمعة، وقف عشرات المتظاهرين بجوار مقر الحكومة ورددوا هتافات تقول: "نريد كهرباء.. نريد كهرباء".
كما اندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها عشرات المتظاهرين في كل من بنغازي والبيضاء ومصراتة وبعض البلدات الأصغر، مما يُظهر مدى اتساع دائرة الغضب من الوضع وانتقاله عبر خطوط المواجهة بين القوات المتنافسة في البلاد.
وهتف المحتجون في طرابلس: "مللنا، مللنا، الشعب يريد إسقاط الحكومات، نريد الكهرباء"، وطالبوا بإجراء انتخابات.
وردد المحتجون أيضاً شعارات ضد الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق عبر ليبيا قائلين: "لا للميليشيات، نريد جيشاً وشرطة".
كما لوّح المتظاهرون بلافتات شطبوا فيها بعلامات حمراء على وجوه الدبيبة وباشاغا وصالح وقيادي تشريعي آخر وممثل الأمم المتحدة.
فيما شوهد أفراد مسلحون تابعون للشرطة والجيش في محيط ساحة الشهداء. وخلال الاحتجاجات التي جرت قبل عامين، تم إطلاق النار على المتظاهرين.
تظاهرات ضد الجحيم!
من جانبه، قال عمر دربال طالب كلية العلوم البالغ من العمر 23 عاماً: "أنا هنا اليوم للتظاهر ضد كل المسؤولين الذين أتوا بهذا البلد إلى الجحيم.
نحن بلد منتج للنفط ولدينا انقطاع التيار الكهربائي كل يوم! هذا يعني أن البلد يديره أشخاص فاسدون".
وفي بلدة القبة بشرق ليبيا، موطن رئيس البرلمان عقيلة صالح طالب عشرات السكان بسقوط كل الحكومات والكيانات السياسية بسبب تدني مستويات المعيشة.
يعاني قطاع الكهرباء الليبي من تبعات حروب وفوضى سياسية مستمرة منذ سنوات، مما أوقف الاستثمارات ومنع أعمال الصيانة وأتلف في بعض الأحيان البنية التحتية ذاتها.
وتعهدت حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي تشكلت العام الماضي، بحل المشكلات لكن على الرغم من إصدارها عقوداً للعمل في العديد من محطات توليد الكهرباء، لم يبدأ العمل في أية منها وحالت المشاحنات السياسية دون تنفيذ أي أعمال أخرى.
ويهدد استمرار الأزمة السياسية بتفاقم الأوضاع مع تعيين البرلمان الموجود في الشرق لفتحي باشاغا رئيساً لوزراء حكومة جديدة على الرغم من رفض رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التنحي عن المنصب.
كما حاصرت فصائل في الشرق منشآت نفطية، مما قلل إمدادات الوقود لمحطات توليد الكهرباء الكبرى وتسبب في مزيد من الانقطاعات.