أعلن الجيش الروسي، الخميس 30 يونيو/حزيران 2022، انسحاب قواته من جزيرة الثعبان الأوكرانية الاستراتيجية في البحر الأسود، التي كانت موسكو قد سيطرت عليها، في حين قالت إن أكثر من ستة آلاف جندي أوكراني استسلموا أو سقطوا في الأسر.
وفي بيان لوزارة الدفاع الروسية، وصف انسحاب قواتها بأنه "بادرة حسن نية"، وقالت الوزارة إن القوات أنجزت المهام الموكلة إليها هناك، مشددة في الوقت ذاته، على أن هذه البادرة من أجل تسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا.
وفرضت روسيا مع بداية العملية العسكرية في أوكرانيا سيطرتها على "جزيرة الثعبان" التي تبلغ مساحتها 0.17 كيلومتر مربع، ويصل طولها إلى 662 متراً ويبلغ عرضها 440 متراً، في حين ترتفع أعلى نقطة فيها نحو 41 متراً.
وتقع الجزيرة في موقع استراتيجي مميز بالبحر الأسود بالقرب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا.
أهمية جزيرة الثعبان
وتتمتع الجزيرة التي حاولت أوكرانيا إعادة سيطرتها عليها في الأسابيع القليلة الماضية بأهمية استراتيجية قصوى؛ إذ تمثل للجيش الروسي في عمليته العسكرية بوابة التأمين الرئيسية ومفتاح التحكم في البحر الأسود وموانئ أوكرانيا.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن الجزيرة لها أهمية كبيرة؛ إذ إن جزءاً كبيراً من الجرف القاري غنيّ بالغاز الطبيعي واحتياطيات النفط، فبالسيطرة عليها حُرمت كييف وأوروبا من السيطرة على الغاز وحقول النفط في مساحة كبيرة من الجرف التابع لأوكرانيا.
6 آلاف أسير أوكراني
إلى جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن أكثر من ستة آلاف جندي أوكراني استسلموا أو سقطوا في الأسر.
إذ قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في بيان: "العدد الإجمالي للعسكريين الأوكرانيين الذين أسروا أو استسلموا يتجاوز الستة آلاف"، وفقاً لـ"فرانس برس".
كما أكدت وزارة الدفاع الروسية تبادل 144 مقاتلاً أوكرانياً بعدد مماثل من الروس أو الانفصاليين الموالين لروسيا.
فيما ذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن وزارة الدفاع، أن عملية تبادل أسرى الحرب، التي أعلنت عنها المخابرات الأوكرانية، الأربعاء، جاءت بأمر مباشر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وفقاً لما نقلته "رويترز".
إلى ذلك، قالت الاستخبارات الأوكرانية، الأربعاء، إن 144 جندياً أوكرانياً، من بينهم عشرات المدافعين عن مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية، أُطلق سراحهم ضمن عملية تبادل أسرى مع موسكو.
إذ أوضح جهاز الاستخبارات التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية على تليغرام أن "هذه أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي الشامل، وفقاً لفرانس برس.
وقال جهاز الاستخبارات: "إن من بين 144 جندياً أُطلق سراحهم، هناك 95 من "المدافعين عن آزوفستال"، من دون أن يحدد متى وأين جرت عملية التبادل ولا عدد الأسرى الروس الذين حُرروا كجزء من الصفقة.
وتبادلت موسكو وكييف أسرى مرات عدة منذ الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط، وجرت آخر عملية، الثلاثاء، حُرر خلالها 17 سجيناً أوكرانياً، حسب "فرانس برس".
من جانبه، أكد الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا، دينيس بوشيلين، عملية التبادل قائلاً إن 144 "جندياً من جمهورية دونيتسك الشعبية وروسيا" عادوا إلى بلادهم.
بينما علَّق رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال، على عملية التبادل على تليغرام، واصفاً العمل على إطلاق سراح السجناء بأنه "معقَّد".