قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، إن الصين ليست عدواً للحلف، لكنها تُبرز تحديات خطيرة له، حيث وافق الحلف لأول مرة على إدراج التهديدات التي تستدعيها بكين في مخططه الجديد، الذي يوجِّه استراتيجيته في السنوات المقبلة، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
ومع أن الحرب الروسية كان لها نصيب الأسد من المناقشات التي جرت في اجتماع زعماء الناتو، فإن الصين برزت أيضاً بين أشد المخاوف الأمنية إثارةً للقلق لدى الحلف الغربي.
وقال ستولتنبرغ: "إننا نواجه الآن حقبة من المنافسة الاستراتيجية… تعمل الصين فيها على تعزيز إحكام مكامن قوتها، ومنها الأسلحة النووية، وتضيِّق على دول الجوار، ومنها تايوان. الصين ليست عدواً لنا، ولكن علينا أن نكون منتبهين للتحديات الخطيرة التي تُبرزها".
كان التحالف قد أقر مخططه السابق -أو ما يُعرف بالمفهوم الاستراتيجي للناتو- في عام 2010، ولم يتناول فيه الصين. أما المفهوم الاستراتيجي الجديد فينص على أن سياسات الصين تتحدى مصالح الناتو وأمنَه وقيمه، وإن كانت روسيا لا تزال تعدُّ التهديد الأبرز والأشد صلة بأمن التحالف.
كما ذكر المفهوم الاستراتيجي الجديد للتحالف أن "العمليات الهجينة والهجمات الإلكترونية الخبيثة التي تشنها الصين، وخطاب المواجهة الذي ترفعه، والمعلومات المضللة التي تنشرها، تستهدف حلفاء الناتو وتضر بأمن التحالف". وأشار أيضاً إلى تعميق الصين تعاونها مع روسيا، ومساعيهما المشتركة "لتخريب النظام الدولي القائم على القواعد، في المجالات الفضائية والإلكترونية والبحرية".
حذَّر الناتو من أن الحكومة الصينية "تتعجَّل توسيع" قدراتها النووية دون زيادة الشفافية أو الانهماك بحسن نية في مساعي الحدِّ من التسلح، وتستخدم نفوذها الاقتصادي "لإنشاء تابعين استراتيجيين لها، وتعزيز نفوذها".
فيما اتهم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بكين بالعمل على إضعاف النظام القائم على القواعد "الذي نؤمن به، وتعاونّا في بنائه، ومن ثمَّ إذا تحدّت الصين هذا النظام بطريقة أو بأخرى فإننا سنواجه ذلك".
وحذَّر أنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي، في أول حضور له لقمة الناتو، من أن تعزيز الروابط بين بكين وموسكو خطرٌ على جميع الدول الديمقراطية.
من جانب آخر، ردَّ تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، على ذلك بالقول إن الناتو يجب أن يتوقف "عن محاولة إشعال حرب باردة جديدة".
وقال ليجيان: "توقفوا عن محاولة إفساد آسيا والعالم، بعد أن أفسدتم أوروبا، ما يجدر بكم فعله هو التخلي عن عقلية الحرب الباردة، والحيل التي لا يربح أحد منها، والكف عن فعل الأشياء التي تؤجج العداوات".