أصدرت محكمة الجنايات الخاصة في باريس، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، حكماً بالسجن مدى الحياة، "دون أي إمكانية لتخفيف العقوبة"، على صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي فيما يعرف باعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في فرنسا.
يأتي ذلك بعد محاكمة استمرت نحو عشرة أشهر، ويعتبر السجن المؤبد هو الأشد صرامة في فرنسا التي ألغت عقوبة الإعدام عام 1981.
بموجب قرار المحكمة سيقضي عبد السلام البالغ من العمر 32 عاماً، بقية حياته في السجن، بتهمة المشاركة في اعتداءات شهدتها فرنسا قبل 7 أعوام.
ترك وظيفته للالتحاق بـ"داعش"
واعترف المتهم بالمشاركة في الاعتداءات، وهو فرنسي مولود في بلجيكا، بأنه ترك وظيفته للالتحاق بتنظيم داعش في ذلك الوقت.
من جانب آخر، حكمت المحكمة الفرنسية على عشرين متهماً آخرين في القضية نفسها بعقوبات بالسجن لفترات تتراوح بين سنتين ومدى الحياة، حسب "فرانس 24".
وشهدت العاصمة باريس وضاحيتها سان دوني، هجمات دامية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أسفرت عن مقتل 130 شخصاً ومئات الجرحى.
الناجي الوحيد بين المنفّذين
حسب الوكالة الفرنسية، فإن خمسة قضاة بمحكمة الجنايات في باريس اتبعوا توصيات النيابة العامة بمكافحة الإرهاب، التي طالبت بإنزال عقوبة السجن المؤبد، التي نادراً ما تُتَّخذ في فرنسا.
كما شدد القضاة على استبعاد أي احتمال لتخفيف العقوبة أو الإفراج المبكر، بحق العضو الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من المشاركين في الاعتداءات، وهو صلاح عبد السلام.
وتمكن عبد السلام، الذي وُلد في بلجيكا لكنه يحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية، من الفرار من موقع الهجمات، بعد أن تخلى عن حزامه الناسف، الذي كشف المحققون لاحقاً أنه معيب.
وتم إلقاء القبض عليه بعد 4 أشهر في بروكسل، مختبئاً بمبنى قريب من منزل عائلته.
وحُكم خصوصاً على محمد عبريني، الذي كان "يتوقع" أن يشارك في الهجمات لكنه تراجع عن ذلك، بالسجن المؤبد على أن لا تقل المدة عن 22 عاماً. بينما جرت محاكمة ستة من المتهمين غيابياً.
هجمات باريس 2015
يشار إلى أنه في سبتمبر/أيلول 2021 بدأت محاكمة 20 متهماً في الهجمات التي شهدتها باريس عام 2015، في مقدمتهم صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من منفذي الهجوم.
وحوكم عبد السلام داخل قفص الاتهام إلى جانب 13 متهماً آخرين، بينما حوكم 6 آخرون غيابياً، فيما وُصفت بأنها "أكبر محاكمة في تاريخ فرنسا الحديث".
واستمرت المحاكمة نحو 10 أشهر، وضمَّت نحو 330 محامياً، و300 ضحية، وشهادة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند.
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، شهدت باريس سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي واحتجاز وقتل رهائن في مسرح "باتاكلان".
وكذلك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب بضاحية باريس الشمالية كان يشهد مباراة كرة قدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني، بحضور الرئيس السابق فرانسوا أولاند.
كما شهدت باريس في اليوم ذاته تفجيراً انتحارياً آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع، وخلفت تلك الهجمات 130 قتيلاً و400 جريح.