أعلن المستشار الإعلامي للفريق النووي الإيراني، محمد ماراندي، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2022، أن قطر ستستضيف محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بشأن إحياء اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
ماراندي قال في تصريحات لوكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية شبه الرسمية إن "إيران اختارت قطر لأنها دولة صديقة".
بالموازاة مع ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، إن إيران لن تجري مفاوضات مباشرة مع أمريكا بشأن الملف النووي، وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة "إرنا" الإيرانية: "لن نتفاوض حول المسائل النووية التي تمت مناقشتها في فيينا وستتناول النقاط العالقة في مسألة رفع الحظر".
أضاف زاده أن مفاوضات إيران "مبنية على عدم الثقة بواشنطن وهي أثبتت أنها غير ملتزمة بتعهداتها، وأن الكرة في الملعب الأمريكي وإذا كانت لدى واشنطن الإرادة اللازمة يمكن التوصل إلى نتيجة"، وفق تعبيره.
يأتي هذا بينما يتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى منذ شهور، في العاصمة النمساوية فيينا حول صفقة إعادة القيود على برامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو/أيار 2018.
قبل الإعلان عن استضافة قطر لجولة محادثات أمريكية إيرانية، أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أن بلاده ستواصل تطوير برنامجها النووي "حتى يغير الغرب سلوكه غير المشروع".
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في طهران، السبت 25 يونيو/حزيران 2022، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية (شبه رسمية).
شمخاني قال إن إيران "لن تقبل بأي اتفاق لا يوفر مطالبنا بشأن ضمانات أمريكية وأوروبية قابلة للتحقق"، وأضاف أنه "في الوقت الذي أوفينا بجميع التزاماتنا في الاتفاق النووي لم نغادر طاولة المفاوضات أبداً، والآن نسعى وراء اتفاق محكم وموثوق ومستدام"، وفق قوله.
من جانبه، قال بوريل إن "إحياء الاتفاق النووي في الوضع الحالي يمكن اعتباره إنجازاً أمنياً مهماً للغاية في النظام الدولي"، في إشارة إلى الوضع العالمي بعد حرب أوكرانيا، وأشار إلى حديثه مع المسؤولين الأمريكيين قبل زيارته لطهران، وقال إن "حكومة بايدن ولأسباب مختلفة تسعى إلى إحياء الاتفاق النووي".
يُشار إلى أن الأطراف الداخلة بالمفاوضات كانت قريبة من إحياء الاتفاق في مارس/آذار 2022، عندما دعا الاتحاد الأوروبي، الذي ينسق المفاوضات، الوزراء إلى فيينا لإتمام الاتفاق على ذلك بعد 11 شهراً من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
لكن المحادثات تعثرت منذ ذلك الحين، فيما يرجع بشكل أساسي إلى إصرار طهران على رفع اسم "الحرس الثوري الإيراني"، قوته الأمنية الخاصة، من قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهاب الخارجية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.