ارتفع عدد قتلى محاولة العبور الجماعي لمهاجرين من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني الجمعة 24 يونيو/حزيران 2022، إلى 23 شخصاً على الأقل بحسب ما أعلنت الرباط، السبت، فيما أظهرت فيديوهات جديدة عشرات الأشخاص ممددين على الأرض بجوار سياج حدودي وكان بعضهم ينزف فيما كان الكثير منهم بلا حراك.
وقالت السلطات المغربية إن الكارثة وقعت بعد أن حاول مهاجرون اقتحام سياج يحيط بجيب مليلة، حيث لقي بعضهم حتفهم سحقاً فيما وصفته السلطات بحادث تدافع، في حين سقط آخرون من فوق سياج مرتفع.
ونُشر المقطع على موقع فيسبوك من قبل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهي منظمة تعمل مع المهاجرين في أجزاء من شمال المغرب بما في ذلك المناطق المحيطة بجيب مليلة.
وقال مدير فرع الجمعية قرب مليلية عمر ناجي لرويترز إن أعضاء من الجمعية ومتعاطفين معها هم من صوروا اللقطات.
أظهر مقطع الفيديو الذي نشرته الجمعية عدداً كبيراً من المهاجرين الأفارقة مكدسين معاً وقد تكومت أجسادهم فوق بعضها وكان العديد منهم بلا حراك، فيما قام عدد قليل منهم بإيماءات ضعيفة.
أعداد كبيرة اقتحمت السياج
من جانبها، ذكرت الرباط ومدريد أن نحو ألفي مهاجر حاولوا اقتحام السياج المحيط بالجيب للعبور إلى الأراضي الإسبانية في وقت مبكر من صباح الجمعة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة استمرت ساعتين مع قوات الأمن وحرس الحدود. وتمكن نحو 100 شخص من عبور السياج.
وأظهرت اللقطات التي نشرتها الجمعية عدداً من الأشخاص الممددين على الأرض والمكدسين في ركن محاصر، حيث يلتقي سياجان معدنيان مرتفعان عند ما يبدو أنه بوابة حدودية.
قال المغرب إن 23 شخصاً لقوا حتفهم في حين تقول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن عدد القتلى بلغ 29. وقالت إسبانيا إنه لم يمت أحد على الجانب الإسباني من الحدود. وقالت السلطات في البلدين إن المهاجرين هاجموا حرس الحدود بالأسلحة عندما حاولوا اقتحام السياج.
وأصبح جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان في شمال إفريقيا نقاط جذب للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الذين يحاولون العبور إلى أوروبا.
تأتي محاولة التوغل الأخيرة بعد أشهر فقط من تغيير إسبانيا موقفها بشأن الصحراء الغربية لتقترب أكثر من موقف المغرب وتنهي خلافاً استمر عاماً حول المنطقة المتنازع عليها، مما مهد الطريق لإبرام اتفاق لتعزيز التعاون في مراقبة الحدود.
من جانبه، ألقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، اليوم السبت، باللوم على "مافيا" مهربي البشر في حادث التوغل العنيف والمميت للمهاجرين الذي أسفر عن إصابة عشرات من الضباط الإسبان والمغاربة.
وقال سانتشيث في مؤتمر صحفي في مدريد: "لقد كان اعتداء على سلامة أراضي بلادنا".