رصدت أقمار صناعية، تصاعد سحابة عملاقة من غاز الميثان فائق الانبعاث في شمال غرب الجزائر، بحسب ما نشرته وكالة بلومبرغ الأمريكية، الخميس 24 يونيو/حزيران 2022.
ووفقاً للوكالة، فإن السحابة ظهرت قرب قناة يبدو أنها تتفرع من خط أنابيب ميدغاز، الذي يزوّد إسبانيا بحوالي ربع الغاز الطبيعي.
إذ رصدت ثلاثة أعمدة في يومي 26 و27 مايو/أيار الماضي، وكان معدل الانبعاثات الأكثر حدة يبلغ 118 طناً من الميثان في الساعة، وكان على بعد حوالي 13 كلم مما يبدو وكأنه خط توزيع متصل بخط أنابيب ميدغاز، بحسب وكالة الفضاء الأوروبي.
التأثير المناخي
من جانبه، أظهر تحليل أجرته شركة التحليلات الجيولوجية Kayrros SAS وGlobal Energy Monitor عمود السحب على بعد حوالي 50 كلم من الخط الرئيسي.
ووفقاً لمعدل الانبعاث الذي قدرته وكالة "كايروس"، إذا استمر الانبعاث بشكل حاد لساعة فسيعادل ذلك نفس التأثير المناخي على المدى القصير لأكثر من 2000 سيارة أمريكية.
كما أشارت الوكالة إلى أن الجزائر نقطة ساخنة عالمية للميثان، وتاريخياً لوحظت انبعاثات هناك بالقرب من حقل حاسي الرمل للغاز في الجزء الشرقي من البلاد.
فيما حدد العلماء مؤخراً أن المعدات المرتبطة بالحقل كانت تسرب الميثان منذ ما يقرب من 40 عاماً.
رد السلطات الجزائرية
من جهة أخرى، امتنعت شركة النفط والغاز الجزائرية الحكومية "سوناطراك"، التي تملك وتدير تقريبا كل جزء من خط أنابيب ميدغاز الممتد من حقل حاسي الرمل إلى الساحل الجزائري، عن التعليق.
إذ لم يرد متحدث باسم وزارة الطاقة في البلاد على رسالة بريد إلكتروني من بلومبرغ تطلب التعليق، كما امتنعت مجموعة "ناتورجي إنرجي ش.م.م."، التي تدير الجزء من خط الأنابيب الذي يمتد تحت بحر البوران حتى إسبانيا، عن التعليق أيضاً.
خطورة انبعاثات الميثان
أشار التقرير إلى أنه في حال لم تتمكن الجزائر من الحد من انبعاثات الميثان الضخمة والمستدامة التي ترصدها الأقمار الصناعية، فقد تعرّض قدرتها على لعب دور في تحول الطاقة في أوروبا للخطر.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تشديد الرقابة على التسريبات من داخل التكتل ومن مصادر رئيسية خارج القارة.
إذ توفر الجزائر لأوروبا حوالي 8% من الغاز، وهي ثالث أكبر مورّد للقارة بعد روسيا والنرويج.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت مجموعة "سوناطراك" عن استثمارات بقيمة 40 مليار دولار بين عامي 2022 و2026 في استكشاف النفط وإنتاجه وتكريره وكذلك التنقيب عن الغاز واستخراجه.