وصفت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، نتيجة الانتخابات التشريعية التي ظهرت مؤشراتها الأولية الأحد 19 يونيو/حزيران، بأنها خطر على البلاد.
وفي كلمة لها بثها التلفزيون، قالت بورن إن حكومتها ستتواصل الآن مع الشركاء المحتملين؛ سعياً لحشد أغلبية تدعمها، مشيرة إلى أن النتيجة الحالية تمثل خطراً على بلادها في ضوء التحديات التي تواجهها.
وفقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحلفاؤه، الأحد، أغلبيتهم المطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان) ومعها سيطرتهم على أجندة الإصلاح، في نتيجة مدمرة للرئيس الذي أعيد انتخابه مؤخراً.
وتابعت بوران: "سنعمل ابتداء من الإثنين من أجل تشكيل أغلبية.. لضمان الاستقرار لبلدنا وتنفيذ الإصلاحات اللازمة".
وفازت بورن نفسها في سباقها للحصول على مقعد في الجمعية الوطنية عن منطقة كالفادوس بشمال البلاد؛ حيث تغلبت في الجولة الثانية على منافس من اليسار.
وأخفق بعض أعضاء حكومتها، مثل وزيرتي البيئة والصحة، في مساعيهم للفوز بمقعد برلماني، بينما نجح آخرون مثل وزير الدولة للشؤون الأوروبية كليمان بون ووزير الميزانية غابرييل أتال ووزير العمل أوليفييه دوسوب.
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق أن الوزراء الذين فشلوا في حملتهم البرلمانية سيستقيلون.
انتخابات كل خمس سنوات
في سياق متصل، تجرى الانتخابات التشريعية الفرنسية كل 5 سنوات لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الثانية في البرلمان الفرنسي، إلى جانب مجلس الشيوخ.
في حين قال ميلونشون لأنصار تحالفه اليساري، مساء الأحد، إن نتيجة الانتخابات تفضي إلى وضع "غير متوقع تماماً"، مضيفاً أن معسكره نجح في تحقيق هدفه المتمثل في حرمان ماكرون من الأغلبية.
من جانبه، فقد الرئيس السابق للجمعية الوطنية ريشار فيرون مقعده، كما لم تتم إعادة انتخاب وزيرة الصحة بريجيت بورجينيون، في هزيمتين كبيرتين لمعسكر ماكرون.
حيث أظهرت التوقعات المنفصلة لمؤسسات آيفوب وأوبينيان واي وإيلاب وإبسوس أن تحالف ماكرون (معاً) سيفوز بعدد يتراوح بين 200 و260 مقعداً، بينما تحصل الكتلة اليسارية على عدد يتراوح بين 149 و200 مقعد.
من جهته، حصل "الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" اليساري بزعامة جان لوك ميلانشون على 150 إلى 200 مقعد ليكون أكبر كتلة معارضة في الجمعية الوطنية، بحسب التوقعات.
تقدم اليمين المتطرف
بينما فاز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان بعدد مقاعد يتراوح بين 60 و100 وفق المصادر نفسها، ما يمثل اختراقاً كبيراً.
وتضاعف عدد مقاعد الحزب 15 مرة بعد أن وصلت زعيمته لوبان إلى الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الأخيرة وأعيد انتخابها الأحد، نائبة في البرلمان، ما سيخول تشكيل كتلة للمرة الأولى منذ أكثر من 35 عاماً.
وقالت لوبان بفخر أمام أنصارها في دائرتها الانتخابية بمنطقة هينين-بومون شمالي البلاد، إن الكتلة البرلمانية التي حصل عليها التجمع الوطني هي "الأكثر عدداً بفارق كبير في تاريخ عائلتنا السياسية".