كشفت الاستخبارات الهولندية، الخميس 17 يونيو/حزيران 2022، أنها منعت جاسوساً روسياً من اختراق المحكمة الجنائية الدولية، حيث استخدم هوية مزورة للتسلل إلى المحكمة التي تحقق بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
ووفقاً للاستخبارات الهولندية، فإنه لو لم يُكشف الجاسوس في الوقت المناسب لتمكن "من الوصول إلى مبنى المحكمة وأجهزة الكمبيوتر" لجمع معلومات لحساب الاستخبارات العسكرية الروسية التي يعمل بها.
حاول التسلل كمتدرب
إذ قال رئيس وكالة الاستخبارات الهولندية، إريك أكربوم لـ"رويترز"، إن "سيرغي فلاديميروفيتش تشيركاسوف" ابتكر غطاء لإخفاء هويته، لمحاولة دخول هولندا كمواطن برازيلي للتدريب في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في أبريل/نيسان الماضي.
ويحاول الروس الوصول غير القانوني إلى معلومات داخل المحكمة الجنائية الدولية، وفقاً لما قاله أكربوم، مؤكداً أن هذه الخطوة تصنف أنها تهديد عالي المستوى.
وتابع أكربوم: "المحكمة الجنائية كانت قد قبلت بتشيركاسوف كمتدرب".
ولم تعلق الاستخبارات العسكرية الروسية على طلبات التعليق لرويترز، رغم أن حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، نفت في الماضي بشكل متكرر اتهامات التجسس باعتبارها حملة تشهير غربية ضد موسكو.
هوية مزورة
وفي بيان للمخابرات الهولندية، قالت إن الرجل كان يحمل اسم "فيكتور مولر فيريرا" المستعار، إذ تم اعتقاله في مطار هولندي، وأعلن بعدها كشخص أجنبي غير مرغوب فيه، وتم وضعه على رحلة العودة للبرازيل.
الوكالة الهولندية أوضحت أنها اتخذت خطوة غير عادية بنشر معلومات مفصلة عن القضية لفضح عمل المخابرات الروسية التي تهدد المؤسسات الدولية الأخرى.
بينما قالت الشرطة الفدرالية البرازيلية إن تشيركاسوف احتجز، وسيحاكم بتهمة استخدام وثائق مزورة.
وفي تفاصيل القصة التي اخترعها تشيركاسوف، فقد أشار إلى أنه جاء من عائلة مضطربة، وهو يحب الاستماع للموسيقى، وأنه يحب تناول حساء الفاصوليا في مطعم في برازيليا.
وأخفي تشيركاسوف جميع علاقاته مع روسيا أو ارتباطه بوحدة المخابرات العسكرية.
كما أوضحت الشرطة البرازيلية أن تشيركاسوف كان قد دخل البرازيل في 2010، وانتحل هوية مزورة لمواطن برازيلي توفي والداه، مشيرة إلى أنه كان قد انتقل للبرازيل بعدما عاش في إيرلندا والولايات المتحدة لعدة سنوات.
وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في أوكرانيا، بعد أيام من غزو القوات الروسية، وهي تحقق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، طردت هولندا أكثر من 20 روسياً بتهمة التجسس، إذ طردت في عام 2018، أربعة أشخاص اشتبهت في أنهم جواسيس للاستخبارات العسكرية الروسية، واتهمتهم بمحاولة اختراق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي كانت تحقق بهجمات في سورية، فيما تنفي موسكو جميع الاتهامات.