قالت وكالة "Bloomberg" الأمريكية، الأربعاء 15 يونيو/حزيران 2022، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت دعم أوكرانيا بـ650 مليون دولار من الأسلحة والمعدات، بما في ذلك ولأول مرة صواريخ "هاربون" المضادة للسفن المحمولة على المركبات، في خطوة قال مراقبون إنها كفيلة بمساعدة كييف في فك الحصار الروسي عن موانئها.
الوكالة الأمريكية نقلت الخبر عن أشخاص مطلعين على الأمر، كما قالت إن الإعلان الرسمي عن هذه المساعدات سيكون قبل انتهاء اليوم الأربعاء.
أحد المصادر كشف للوكالة أن حزمة الأسلحة تشمل أيضاً 320 مليون دولار مخصصة لأجهزة الراديو الآمنة والمعدات ذات الصلة، و55 مليون دولار لبصريات الرؤية الليلية الحرارية، و160 مليون دولار للتدريب.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي دعا فيه المسؤولون الأوكرانيون إلى المزيد من الأسلحة بشكل أسرع، لدرء التقدم الروسي التدريجي في الجزء الشرقي من البلاد.
الأوكرانيون يطالبون بالمزيد
حيث قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن الحرب قد تتعرض للركود إذا لم تتسارع عمليات تسليم الأسلحة المتطورة من حلفاء أوكرانيا.
يجتمع وزراء الناتو في بروكسل، مع وضع الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر على رأس جدول أعمالهم.
وافتتح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اجتماعاً لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، الأربعاء، متعهداً بالحفاظ على الدعم العسكري لأوكرانيا، حيث تواجه البلاد "لحظة محورية" في ساحة المعركة.
قال أوستن في مقر الناتو في بروكسل: "لا يمكننا التقليل من شأن التحدي الذي تواجهه أوكرانيا". "روسيا تستخدم نيرانها بعيدة المدى لمحاولة التغلب على المواقع الأوكرانية".
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".
فك الحصار عن الموانئ
وتفرض السفن الروسية حصاراً على موانئ أوكرانيا في البحر الأسود، ما يمنع صادرات الحبوب الأوكرانية الكبيرة من الخروج عبر الموانئ، ويشل اقتصاد البلاد بشكل كبير، إذ تعد أوكرانيا واحدة من أهم مصدّري الحبوب في العالم.
تقول ناشونال إنترست إن دخول صواريخ Harpoon الأمريكية المضادة للسفن للمعركة، يعني أن أوكرانيا قد تكون قادرة على دفع السفن الروسية إلى الوراء أكثر مما كان ممكناً في السابق. ومع ذلك، ورغم الفائدة الواضحة لصواريخ هاربون الأمريكية، فإن وزير الدفاع الأوكراني لا يعتقد أنها كافية.
قال ريزنيكوف: "لا أستطيع أن أقول إنني راضٍ عن وتيرة وكمية ونوعية إمدادات الأسلحة الغربية، بالطبع لا. لكن في الوقت نفسه أنا ممتن للغاية للبلدان التي تدعمنا. على وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وبولندا، وأصدقاؤنا في دول البلطيق، وإلى جميع الدول الأخرى التي تساعد في صد الشر الروسي"، بحسب تعبيره.
وأضاف: "لقد تلقينا بالفعل واشترينا من السوق وصنعنا وتسلمنا في القوات المسلحة الأوكرانية عدداً كبيراً من الأسلحة. كانت هذه الأرقام كافية لعملية دفاع جيدة ضد أي جيش في أوروبا، لكن ليس ضد روسيا".
وهاربون أو (Harpoon) هو صاروخ أمريكي مضاد للسفن من إنتاج شركة بوينغ الأمريكية، أنتج عام 1977، ولا يزال حتى الآن في الخدمة، صنعت منه شركة بوينغ أكثر من 7000 قطعة، ويبلغ وزن الصاروخ الواحد حوالي 600 كغم والرأس الحربي 200 كغم.
تبلغ تكلفة تصنيع الصاروخ حوالي 1.65 مليون دولار أمريكي، ويستخدم نظام الأسلحة هذا صواريخ دون سرعة الصوت، ويمكن للغواصات والطائرات وبطاريات الشاطئ والسفن إطلاق هذه الصواريخ.
تعد صواريخ هاربون من أشهر الصواريخ المضادة للسفن في العالم، ويستخدمه الجيش الأمريكي، إضافة إلى نحو 30 دولة أخرى حول العالم، ويمكن إطلاقه من البر والبحر والجو.
يتم تشغيل صاروخ هاربون بواسطة محرك توربيني Teledyne /CAE J402 في قسم الدفع A / B44G-1، ما يمنحه أقصى مدى يبلغ حوالي 185 كم للإصدار الذي يتم إطلاقه من الجو، و140 كم عند إطلاقه من السفن.
يقول موقع شركة "بوينغ" الأمريكية، إن صاروخ "هاربون" يستخدم نظام توجيه متميزاً، يمكّنه من تتبع الهدف حتى عندما يتم قطع التوجيه الخارجي. ويعد الصاروخ مخصصاً للعمل في كل أجواء الطقس، ويستطيع التحليق على ارتفاعات منخفضة على سطح البحر، بصورة تجعل اكتشافه من قبل العدو في غاية الصعوبة، ويستخدم راداراً إيجابياً لتتبع الهدف.
كما أن النسخة المطورة من الصاروخ "بلوك 2" تستخدم تقنيات متطورة تجعلها أقل تكلفة، بحسب الشركة المصنعة. وتستخدم النسخة المطورة نظام توجيه مزدوداً يعتمد على نظام التموضع العالمي (جي بي إس) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (آي إن إس)، الذي يسمح له بمتابعة مساره نحو الهدف حتى في غياب التوجيه الخارجي.