في محاولة من كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، لتعزيز الوحدة الداخلية في البلاد للتغلب على وباء كورونا والأزمات الاقتصادية التي اشتدت وطأتها، بدأ ومعه كبار نوابه في الحشد من أجل حملة قمع على من وصفتهم وسائل الإعلام الرسمية بالمسؤولين الذين يسيئون استخدام سلطاتهم ويرتكبون "أفعالاً فاسدة ومنحرفة عن خط الثورة".
لكن في الوقت نفسه لم تتضح بعدُ المخالفات المقصودة والتي ذُكرت في اجتماع حزب العمال الحاكم يوم الأحد 12 يونيو/حزيران 2022، ويقول بعض المراقبين إن الإجراءات الصارمة المحتملة من الدولة ضد المخالفات المزعومة قد تكون في حقيقتها محض محاولةٍ لترسيخ سيطرة كيم على شعبه، وحملِهم على الاحتشاد خلف قيادته في مواجهة أزمات البلاد الداخلية، وذلك وفق ما نشرته وكالة The Associated Press الأمريكية في تقريرها يوم الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022.
زعيم كوريا الشمالية يشن حملة قمع
قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن كيم ناقش مع كبار أمناء الحزب "شنَّ حملةٍ من النضال المكثف على الأفعال الفاسدة والمنحرفة عن خط الثورة، مثل إساءة استخدام السلطة والبيروقراطية المفرطة التي كشف عنها بعض مسؤولي الحزب".
في حين ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن كيم أمر بتمكين لجنة التدقيق التابعة للحزب، وأنظمة مراقبة الانضباط المحلية الأخرى، لتعزيز الاحتشاد وراء "القيادة الموحدة" للحزب و"أنشطته السياسية الشاملة من خلال نظام الانضباط الصارم".
كذلك فقد سبق أن دعا كيم في أكثر من مناسبة خلال السنتين الماضيتين، إلى النضال ضد "الممارسات المعادية للاشتراكية" داخل البلاد، لاسيما مع تزايد المخاوف الخارجية بشأن اقتصاد بلاده الهش الذي تفاقمت أضراره بسبب الإغلاق المرتبط بوباء كورونا، وعقوبات الأمم المتحدة، وسوء إدارته للبلاد.
من ناحية أخرى يقول خبراء إن القيود المتزايدة التي فرضتها كوريا الشمالية على الحركة والتنقل في أعقاب تفشي جاحة كورونا، قد تزيد الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد شدةً.
الإقرار بوصول كورونا لكوريا الشمالية
كانت كوريا الشمالية أقرت في 12 مايو/أيار 2022، بأن أشخاصاً أصيبوا بمتحوِّر فيروس كورونا "أوميكرون"، وقالت لاحقاً إن نحو 4.5 مليون شخص، أي أكثر من 17% من سكانها البالغ عددهم 26 مليوناً، أصيبوا بالحمى، وإن لم تعلن السلطات إلا عن وفاة 72 شخصاً.
رغم ذلك، يشكك كثير من الخبراء الأجانب في أن يكون تفشي فيروس كورونا هذه المرة هو أول تفشٍّ للفيروس في كوريا الشمالية، ويذهب معظمهم إلى أن البيانات التي تكشف عنها وسائل الإعلام الحكومية يُتلاعب بها خدمةً لكيم، ولعدم المساس بمكانته السياسية.
في السياق ذاته زعم كيم خلال مؤتمر حزب العمال، أن البلاد قد اجتازت مرحلة "الأزمة الخطيرة" من انتشار وباء كورونا، وأمر المسؤولين بمعالجة "أوجه القصور والتهاون في مكافحة الوباء"، واتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز قدرات البلاد على مكافحة الأوبئة.