أنفقت كوريا الشمالية نحو 650 مليون دولار على تجارب التسلح لتطوير وتجربة 33 صاروخاً خلال العام الجاري، وفق تقرير للمعهد الكوري الجنوبي لتحليل مسائل الدفاع، الخميس 9 يونيو/حزيران 2022.
وجاء في التقرير أن المال الذي أُنفق على تجارب التسليح كان يكفي لسد النقص الغذائي هذا العام أو تأمين جرعة واحدة من اللقاح المضاد لـ(كوفيد 19) لكل الكوريين الشماليين.
إذ أجرت بيونغ يانغ 18 تجربة تسلح هذه السنة، وهو رقم قياسي، وواصلت هذه الحملة بعد ظهور" كوفيد 19″ في البلاد في مايو/أيار الماضي، وتسجيل أكثر من 4.3 مليون إصابة حتى الآن.
تحذير منظمة الصحة
ورغم أن وسائل الإعلام الرسمية تؤكد أن الوباء تحت السيطرة، حذرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي من أن الوضع "يتفاقم بشدة ولا يتحسن".
بدوره، قال المسؤول الصحي في بيونغ يانغ، كيم هاي كيونغ، لوكالة الصحافة الفرنسية: "وفقاً لما يقتضيه تفعيل إجراءات مكافحة الوباء لحالات الطوارئ القصوى نطلب من جميع الموظفين الالتزام الصارم بقواعد مكافحة الوباء"، فيما كان عمال يرتدون ملابس واقية يعقمون حافلة في العاصمة.
وفي وقت سابق، رفضت كوريا الشمالية عدة مرات عروض اللقاحات التي قدّمتها منظمة الصحة العالمية، وتجاهلت في الآونة الأخيرة اقتراحات المساعدة الطبية من سيول وواشنطن.
وتتعرض كوريا الشمالية لنقص غذائي مزمن، فاقمه إغلاق فرضته على نفسها للوقاية من الوباء وعقوبات دولية بسبب برامجها النووية.
ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية التي عادة ما تتحدث في غضون 24 ساعة عن التجارب الناجحة، تجارب إطلاق الصواريخ الأخيرة.
ومنذ عدة أسابيع، تؤكد واشنطن وسيول أن النظام الكوري الشمالي يستعد لتجربة نووية.
ردّ "سريع وقوي"
ويوم الثلاثاء، حذرت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان من أنه سيكون هناك ردّ "سريع وقوي"، إذا قامت بيونغ يانغ بما سيكون سابع تجربة لها من هذا النوع.
في نيويورك، وجّهت الصين وروسيا انتقادات للولايات المتحدة خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء 8 يونيو/حزيران، واتّهمتا واشنطن بتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
إذ عقدت الجلسة لمناقشة الأسباب التي دفعت بكين وموسكو، الشهر الماضي، إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكي كان من شأن تبنيه أن يفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية.
كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، انتقد النهج الذي تعتمده واشنطن حيال بيونغ يانغ، قائلاً إن التوتر في شبه الجزيرة الكورية "أصبح على ما هو عليه اليوم"، بسبب السياسات الأمريكية.
روسيا تطالب برفع العقوبات عن بيونغ يانغ
من جانبها، دعت نائبة السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، آنا إيفستيغنيفا، إلى رفع العقوبات، وقالت إن كوريا الشمالية تحتاج إلى مزيد من المساعدات الإنسانية، وعلى الغرب أن يتوقف عن تحميل بيونغ يانغ مسؤولية التوترات.
في المقابل، رفض نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة جيفري دي لورنتيس الاتهامات الموجهة لبلاده، حيث قال إن العقوبات الحالية وتلك المقترحة هي ردّ مباشر على ممارسات كوريا الشمالية.
بينما دعا كبير ممثلي كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة، السفير تشو هيون، كوريا الشمالية إلى وقف أنشطتها "الاستفزازية" والانخراط في حوار "من خلال نزع السلاح النووي بشكل كامل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه".