حذر خبير بارز في الصحة العالمية الثلاثاء 7 يونيو/حزيران 2022 من أن تزايد نقص الغذاء قد يمثل نفس التهديد الصحي للعالم مثل جائحة كوفيد-19.
بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، قال إن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، الذي جاء نتيجة أسباب، منها الحرب في أوكرانيا، ربما يؤدي إلى وفاة الملايين بشكل مباشر وغير مباشر.
وأضاف المسؤول بالصحة العالمية إن نقص الغذاء يؤدي إلى أمرين؛ الأول أنك تواجه مأساة موت الناس جوعاً بالفعل وثانياً أيضاً، هناك حقيقة أن أعداداً أكبر بكثير من الناس غالباً ما يعانون من سوء التغذية الحاد؛ مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الموجودة، على حد قوله.
كما أشار ساندز إلى إن الجهود المبذولة لتحسين التأهب لمواجهة جائحة ينبغي ألا تقع في نفس الخطأ "الكلاسيكي" المتمثل في الاهتمام فقط بالأزمات التي تشبه التهديد الأخير الذي واجهه العالم.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 15 مليون شخص قد ماتوا نتيجة تفشي كوفيد-19.
وقال ساندز إن هناك حاجة إلى الاستثمار لتعزيز النظم الصحية للمساعدة في الاستعداد لتداعيات نقص الغذاء، وهو جزء من اختصاص الصندوق العالمي.
فيما يسعى الصندوق، ومقره مدينة جنيف السويسرية، إلى جمع 18 مليار دولار لتعزيز الأنظمة الصحية، ومكافحة أمراض الإيدز والسل والملاريا، فضلاً عن التعامل مع الآثار الناجمة عن الجائحة.
تحذيرات أممية من نقص الغذاء
يأتي هذا في وقت دعت فيه الأمم المتحدة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 دولة اعتبرتها "بؤرة ساخنة للجوع" في العالم، بينها 5 دول عربية، هي سوريا والسودان واليمن والصومال ولبنان.
جاء ذلك في تقرير مشترك صادر عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، في حين حذَّر التقرير من "احتمال أن يتدهور انعدام الأمن الغذائي في الدول العشرين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، أي في الفترة ما بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2022".
كما كشف أن "750 ألف رجل وامرأة وطفل يواجهون حالياً المجاعة والموت في اليمن والصومال وأفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان".
فيما أضاف التقرير: "تظل إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن والصومال وأفغانستان في (حالة التأهب القصوى)، وهي حالة الظروف الكارثية؛ مما يعني أن هناك شرائح من السكان تواجه انعدام أمن غذائي كارثياً أو معرضة لخطر التدهور نحو ظروف كارثية".
في سياق ذي صلة، قال التقرير: "لا تزال سوريا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي ومنطقة الساحل بلداناً تثير قلقاً بالغاً".
كما حذَّر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو" في التقرير، من أن "يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى تفاقم ما هو بالفعل عام من الجوع الكارثي.. مطلقاً العنان لما يتبع ذلك من موجة جوع تنتشر في جميع أنحاء العالم، وتحوّل سلسلة من أزمات الجوع الرهيبة إلى أزمة غذاء عالمية لا يستطيع العالم تحمُّلها".
فيما أدرج التقرير كلاً من "سريلانكا ودول غرب إفريقيا الساحلية (بنين وغينيا والرأس الأخضر) وأوكرانيا وزيمبابوي إلى بقية بلدان البؤر الساخنة: أنغولا ولبنان ومدغشقر وموزمبيق".